الماء ينزل عنه، وقد استوت أرضه كما كانت، وذلك أنه مجاور لترعة مصرف قنا، ففى بعض السنين تنزل سيول من الجبل، مختلطة بطينة طفلية، فتتكوّن فى الفدان المذكور، فيتم ما نقص منه، وهكذا كل سنة.
ويخرج من هذه المدينة طريق إلى القصير، تمر أولا بين الجبل وبلاد الساحل إلى جهة الجنوب، حتى تصل إلى بئر عنبر شرقى قفط، ثم تستقيم إلى جهة الشرق حتى تصل القصير فى مسافة أربعة أيام، وفى ذلك الطريق آبار ومحطات، قد ذكرناها عند الكلام على مدينة قفط.
وفى الجبرتى فى حوادث سنة ألف ومائتين وست وعشرين، أنه وقع فى شهر صفر بين الأمراء المصريين وبين أحمد أغا لاظ بقرب مدينة قنا وقعة قتل فيها عدة من عساكره، وكانت هذه الوقعة بعد وقعة دلجة، وكانت الوقائع معهم لا تنقطع، ويكرّون ويفرون إلى أن كانت وقعة القلعة فأبادتهم، ومن بقى منهم انضم إلى إبراهيم بيك الكبير، وطلعوا إلى ناحية إبريم، وتبعتهم العساكر، وضيقوا عليهم الطرق، وماتت خيلهم وإبلهم، وتفرقت عنهم خدمهم، واضمحل حالهم، وحضر عدة من مماليكهم وأجنادهم إلى ناحية أسوان بأمان من الأتراك، فقبضوا عليهم، وقتلوهم عن آخرهم. انتهى.
[القنيات]
بلدة من بلاد الشرقية فى غربى مدينة الزقازيق بنحو ستة آلاف وأربعمائة متر، وغربى بحر مويس، وهى رأس مركز، بها ديوان بمركز وضبطية، وقاضى شرعى وحكيم ومهندس، ومجلس دعاوى وآخر للمشيخة، وفيها نخيل بكثرة ومساجد ومكاتب وأضرحة لبعض الأولياء، وبها تجار فى القطن وغيره، وأرباب حرف كنسج القطن