طريق على شاطئ البحر، وقبل وصولها بمقدار مسير ساعة يكون المسير فى مضيق بين جبلين على البحر أيضا، فتمر الجمال جملا جملا حتى يصل إلى محطة ظهر الحمار. وهى من المحطات القديمة/، كما فى كتاب الدرر المنظمة، وهى قرية صغيرة على شاطئ البحر فى أرض رملية بها نخيل، ويكون فيها سوق يباع فيه اللبن والحشيش، وتمر تأخذه الحجاج من العقبة للبيع.
وبالقرب من الشاطئ تنبع مياه بالحفر قليلا يشرب منها الناس والبهائم، وهناك أيضا يصرف المرتبات لعرب الدرك، ويقال لهم العصابين والعمران، ويمتد دركهم إلى مغاير شعيب.
[[محطة الشرفاء]]
وفى الساعة الخامسة من النهار يرتحل من ظهر الحمار إلى محطة يقال لها الشرفاء وأم العظام، من ظهر الحمار إليها مسير أربع عشرة ساعة، غير زمن الاستراحة، كما مر، والطريق إليها واضحة بآثار المارين لكنها غير مستوية، فإنه بعد المسير من ظهر الحمار بربع ساعة يصادفه عقبة تسمى العلوة، فيصعد عليها ويسير فى سطحها نحو ساعة ونصف، ثم يهبط فى منخفض حتى يصل إلى طريق بين جبلين تشبه الخليج، فيصل فى الساعة السابعة من الليل إلى محل يقال عش غراب، ثم يصعد فى مرتفع حتى يصل إلى محل يقال له الشهداء، باسم أصحاب قبور يقال أنهم من الشهداء، فيسير به نحو ربع ساعة فى أرض سهله، ثم يهبط حتى يصل إلى المحطة، وهى محل بين جبال يباع فيه الغنم واللبن، والتمر والحشيش، والعسل النحل، فى بعض السنين.
والأرض هناك صلبة لا تدق بها الأوتاد إلا بصعوبة، وليس بها ماء، والارتحال منها يكون فى الساعة التاسعة من النهار، فيسير فى طريق بين جبال معوجة إلى الساعة التاسعة من الليل، فيستريح هناك إلى طلوع ضوء النهار، ليتأتى الوصول إلى محطة مغاير شعيب، فيحط بها صباحا، فمدة المسير إليها اثنتا عشر ساعة.