أبو صير، وبينها وبين مدينة الأموات ٢٥ ميلا رومانيا، أعنى ٢١ كيلومترا وذكر بعضهم أن هذه المدينة كانت مشهورة بالأقمشة النفيسة.
[مدينة فوموتنيس]
هذه المدينة توجد آثارها فى الجنوب الغربى من أبى صير على بعد ١٦ كيلومترا، وبينها وبين آثار مدينة مريوط ٣٠ كيلومترا ومنها إلى الخراب الموجود بقرب قصر المرحوم سعيد باشا ٤٣ كيلومترا، وتسمى الناس موضع هذه المدينة الآن (بومنه)، ويرى فيها إلى الآن عدد وافر من السواقى والصهاريج المبنية بالحجر، وعقود كثيرة فى آثار بيوتها تدل على أن أكثر بيوتها كانت معقودة.
[بحيرة مريوط]
يستفاد مما ذكره (مانى) فى كتابة على مصر: أن هذه البحيرة حفرت فى زمن الفراعنة، وكان ماء النيل يصل إليها من الجهات القبلية والبحرية فتسير فيها السفن بأنواع البضائع والتجارة، وتمر بإسكندرية والبلاد والمدن التى على ساحلها، كان يخرج منها عدّة فروع: منها ما هو للرى، ومنها ما هو للرى والملاحة، وكان كثير من الخلجان مقبوّا فى داخل المدن ولامتلاء الصهاريج.
ومكان هذه البحيرة بقرب مينا إسكندرية كمينا بلتة، تتردد المراكب الصغيرة إليها وإلى مينا سيبوتوس (١).
والخليج الذى تقدم ذكره، لا بد أنه الخليج الذى كان قديما يوصل لها الماء، المسمى فى المقريزى بخليج الحافر، وهو المنهى.
ولم تختلف سعة البحيرة-الآن-عما كانت عليه فى الأزمان العتيقة، إلا أن السفن لا تجرى كما كانت قديما، وقد تجف فى بعض السنين، كما وقع ذلك سنة ١٨٠١ ميلادية، فإنها جفت بالكلية ثم امتلأت بالمياه المالحة الواردة إليها من قطع أبو قير بالإنكليز وسببه: