إلى قبة العادل إلى بركة الحج. وكانت عساكره فرقتين، فرقة من تحت الجبل الأحمر وفرقة على تربة العادل، وتلاقوا ببركة الحج وترك بمصر من عسكره خمسة آلاف فارس وخمسمائة من رماة البندق والرصاص. وجعل عليهم خير الدين باشا أحد أمرائه أميرا، وجعله نائب القلعة يقيم بها ولا ينزل المدينة.
وخرج معه من مصر ألف جمل محملة من الذهب والفضة ونحوهما غير التحف والنحاس والصينى والخيول والبغال والأبل. وقد سلبت رجاله ووزراؤه من مصر وبلادها ما لا يدخل تحت حصر من الأموال.
ولحق مصر من الضرر الشامل مدة إقامة عساكره بها ما لا يوصف وعمت البلبلة وبطل منها نحو خمسين صنعة، وكانت مدة إقامته بمصر ثمانية أشهر إلا أياما لم يجلس فيها بقلعة الجبل على سرير الملك جلوسا عاما، ولا رآه أحد ولا أنصف مظلوما من ظالم، بل كان مستغرقا فى لذاته وسكره مقيما فى المقياس بين الصبيان المرد، وترك الحكم لوزرائه. ولا يظهر إلا عند سفك الدماء ولا يمسك على قول وليس له سماط ولا نظام كعادة الملوك. وعساكره دنيئون قذرون يأكلون فى الأسواق على ظهور الخيول ويتجاهرون بقلة الدين وشرب الخمر، وغالبهم لا يصوم ولا يصلى، وليس عندهم أدب ولا حشمة.
ومع ذلك فقد صفا له الوقت وسار يحكم من الفرات إلى مصر.
وفى خروجه من مصر أخذ معه ابن السلطان الغورى، وقد أرسل إلى القسطنطينية قبل خروجه كثيرا من علماء مصر وأشرافها وتجارها وعددا من أهل كل حرفة، فتعطل بمصر كثير من المصالح. وقد أعرضنا عن كثير مما حصل فى تلك الوقعات وما يلتحق بها لبسطه فى التواريخ.
[[ترجمة الصبى العثمانى]]
وإنما نذكر طرفا مما يتعلق بالصبى العثمانى المتقدم ذكره كما يؤخذ من ابن إياس: هو قاسم بيك بن أبى يزيد بن محمد بن عثمان ملك الروم. وقد