من خط باب الفتوح الآن إلى خط حارة الورّاقة بسوق المرحلين، وحدّها طولا فيما وراء ذلك إلى خط باب القنطرة.
وكانت هذه الحارة تعرف بحارة الريحانية والوزيرية-وهما طائفتان من طوائف عساكر الخلفاء الفاطميين-فإن بها كانت مساكنهم، وكان فيها لهاتين الطائفتين دور عظيمة وحوانيت عديدة، وقيل لها أيضا بين الحارتين، واتصلت عمارتها إلى السور، ولم تزل الريحانية والوزيرية بهذه الحارة إلى أن كانت واقعة السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب بالعبيد. (انتهى).
وسميت بحارة بهاء الدين لأنه لما تولى صلاح الدين سكن بها بهاء الدين قراقوش، فسميت به. وحدّها طولا باق إلى وقتنا هذا. وأما عرضا فقد انفصل منها قطعة كبيرة من جهة باب الفتوح، وصارت حارة مستقلة تسمى بحارة المغاربة.
[دار بيبرس الأحمدى]
ثم إن بها من الدور التى ذكرها المقريزى دار بيبرس الأحمدى، وهى على يسار الداخل إليها من خط باب الفتوح، وهذه الدار توفى بها بيبرس الأحمدى فى ثالث عشر المحرم سنة ست وأربعين وسبعمائة بعد أن ناهز الثمانين، وبقيت بيد ورثته الى آخر القرن التاسع، وكان من أمراء جمدارية السلطان محمد الناصر. ثم إن موضع هذه الدار الآن جملة دور صغيرة على يسار الداخل من الحارة المذكورة ووكالة مملوكة للسيد مصطفى الشوربجى-أحد التجار بالغورية.
[دار قراسنقر]
وكان تجاه دار الأحمدى هذا دار قرا سنقر، وهى من إنشائه وقفها على مدرسته التى بالجمالية، ثم حل وقفها جمال الدين، يوسف الاستادار، ووقفها على مدرسته التى برأس رحبة باب العيد، ثم لما قتله الملك الناصر فرج حل وقفها وجعلها وقفا على تربة أبيه، ثم لما قتل الناصر فرج حل وقفها الدوادار. قال المقريزى: فكانوا كسارق من سارق، وموضع هذه الدار فيما أدركناه هو مطبخ العسل الذى كان ملكا للشيخ التميمى مفتى الحنفية فى الديار المصرية سابقا، وهدمه ليجعل موضعه حمامين وحوانيت، فلم يتيسر له ذلك لموته