للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والصليبة والدروب الموصلة إلى القلعة، واستمرت هذه الحادثة سبعين يوما، وخرب بسببها الدرب الأحمر والمحجر، وثمن قوصون وسوق السلاح، وخط الداودية والصليبة والسيوفية والخليفة، والعمارات التى كانت جهة القصر العينى، وبركة الناصرية، وما جاور ذلك إلى مصر العتيقة، وخط السيدة زينب .

وفى سنة خمس وعشرين ومائة وألف، فى زمن عابدين باشا، كانت وقعة القاسمية، وسببها أن الباشا تحزّب لهم، وأخذ فى إعمال الحيلة على قتل غيطاس بيك. وكان غيطاس بيك صاحب الحل والعقد يومئذ، وكانت العادة فى يوم العيد أن تعمل جمعية فى قره ميدان، فلما كان يوم عيد، وحصلت الجمعية وحضر غيطاس بيك، أغرى عابدين باشا بعض أتباعه من العسكر على قتله، فقتلوه، وقتلوا عدة من أمرائه وأتباعه.

[[ولاية محمد باشا البستانجى ثم عبد الله باشا]]

وتسامع الناس بذلك، فقام بقية حزبه، ووقعت معركة، خرب لأجلها حارات ودروب، ومات فيها عالم كثيرون، وصار بعدها الحل والعقد بيد القاسمية، بعد أن كان بيد الفقارية، ولم تنقطع الضغائن.

فلما كانت سنة ثلاث وثلاثين ومائة وألف كان الوالى على مصر محمد باشا البستانجى، فأخذ فى تعضيد الفقارية، إلى أن كان يوم فيه جمعية بالقلعة، فأغرى العساكر على الفتك بأمراء القاسمية، فوقع القتال بين الفريقين، ونزلوا إلى الرميلة، وامتد إلى جهة الصليبة، ودرب الحصر والمحجر وعرب اليسار، وخط الدحديرة، والدرب الأحمر، ثم وقع الصلح بين الفريقين على تقسيم الوظائف نصفين، وعزلوا الباشا.

وفى سنة اثنتين وأربعين حضر عبد الله باشا واليا، والضغائن لم تزل كامنة فى الصدور، فقام الفريقان يقتتلان، فانتصرت القاسمية على الفقارية، فتفرق الفقارية فى الأنحاء، وخرجوا من القاهرة، واستولى الأمراء على منازلهم، بما فيها من حريم وعيال وأمتعة.

وفى سنة اثنتين وخمسين ومائة وألف، قام الأمراء على الباشا، وتحصنوا بجامع السلطان حسن.

وفى سنة إحدى وستين قامت فتنة بين الدمياطية، وكان رئيسهم على بيك الدمياطى، وبين القطامشة، ورئيسهم إبراهيم بيك قطامش، وبعد حروب انتصرت الدمياطية على أخصامهم، فاحتاطوا بما لهم من الأرض والعقار، والأثاث وغيره.