ولهذه البلدة شهرة بعمل أوانى الفخار من أباريق وبرّادات ومواجير أو مصاحن البن وغير ذلك، ويجلب منها إلى القاهرة كثير، ويقال فى تشهيرها للبيع: الأوانى السمنودى ولو لم تكن من سمنود، وفى شمالها الغربى محطة السكة الحديد، وفى جهتها الشرقية منية سمنود بالشاطئ الشرقى للنيل، وفى غربيها ناحية الراهب، وفى قبليها منية النصارى، وفى بحريها كفر النعناعية، ولها طريق على خندق السكة الحديد واصل إلى سنانية دمياط ومدينة طنتدا.
[ترجمة الشيخ محمد السمنودى المعروف بابن القطان]
ومن مدينة سمنود كما فى «الضوء اللامع» الشيخ محمد بن محمد بن محمد السمنودى القاهرى الشافعى المعروف كأبيه وجده بابن القطان، ولد بمصر سنة أربع عشرة وثمانمائة، نشأ جميل الصورة واشتغل بالعلم على أبيه والقاياتى والمنهاجى وغيرهم، وسمع اتفاقا على بعض المسندين، ولم يكن ممن يميلون لذلك بل يصرح بأنه لا فائدة فيه؛ لكون الحديث قد دون وضبط، وذلك طريقة والده، وكذا لم يكثر من الاشتغال مطلقا إنما كان اشتغاله بالهوينا اتكالا على ذكائه، وتصدر وهو ابن عشرين سنة بجامع عمرو وجامع القراء نيابة عن والده، وناب فى القضاء وتنقل فى عدة حوانيت واستقر فى افتاء دار العدل مع المحيوى الطوخى، وحج وزار ودخل مع والده بالإسكندرية وغيرها، واختص بصحبة العلائى ابن الاهناسى ولازمه فى لعب الشطرنج، وفى كثير من خلواته وبواسطته ترتب له فى جهات الوزر والخاص ونحوهما أشياء كثيرة، وكان له فى الجوالى وفى المفرد وفى الذخيرة وفى الخمس وفى الكسوة والضحايا واللحم والقمح والعليق وخلع البخارى-السمور وصرره وغير ذلك، ولذا كان منخفض الجناح مع الأمراء، وكان على الضد من ذلك مع الفضلاء، وربما يحمد صنيعه مع بعضهم، كتنافسه مع القلقشندى على الارتفاع فى الجلوس ومع البقاعى، فلم يمكنه من الجلوس فوقه، وأراد الجلوس فوق ابن