وأما ديموكريت فهو أيضا فيلسوف يونانى ولد قبل الميلاد بأربعمائة وتسعين سنة على قول، أو سبعين على آخر، وتلقى الفنون عن كهنة الفرس الذين بقوا بجزيرة اليونان بعد إغارة كسرى إكسرسيس/وساح فى بلاد مصر وبلاد آسيا، وصرف جميع أمواله فى السياحة والتجاريب فخطئوه فى ذلك.
وفى بعض الأيام قرأ فى مجلس رسالة من تآليفه يتكلم فيها على تكوين العالم، فحصل للحاضرين انشراح وسروا بذلك وأنعموا عليه بخمسين طالانا.
ويقال: إن عدم انتظام أحوال معيشته أدى إلى التكلم فيه بالجنون حتى طلبوا لعلاجه أبقراط الحكيم، فلما سمع أبقراط كلامه قال: إنه لم يكن أعظم منى جنونا وعاش مائة سنة وتسعة، وكان لا يزال ضاحكا من غفلة الخلق.
وضده فى ذلك هيرقليط فكان دائما باكيا من غفلة الخلق، وهو صاحب مذهب فى الفلسفة وله مؤلفات.