سنّتى رجل من بنى أمية يقال له يزيد. وروى أيضا: لا يزال أمر أمتى قائما بالقسط حتى يكون أول من يثلمه رجل من بنى أمية يقال له يزيد.
وقد أجمعوا على فسقه، وقال الإمام أحمد بكفره، وأجاز قوم من العلماء لعنه بخصوص اسمه، وذهب آخرون إلى أنه لا يجوز إذ حقيقة اللعن الطرد من رحمة الله، ولا يكون إلا لمن علم موته على الكفر كأبى جهل وأضرابه، وأما لعن من قتل الحسين أو أمر بقتله أو أجازه أو رضى به من غير تسمية فمتفق على جوازه. وعن إبراهيم النخعى أنه قال: لو كنت ممن قاتل الحسين ﵁ ثم أدخلت الجنة لاستحييت أن أنظر إلى وجه المصطفى ﷺ. وعن الزهرى: لم يبق أحد ممن حضر قتل الحسين إلا عوقب فى الدنيا قبل الآخرة، إما بالقتل أو سواد الوجه أو تغير الخلقة أو زوال الملك فى مدة يسيرة. وذكر ابن الأنبارى أن السيدة زينب بنت الإمام على ﵄ لما قتل أخوها الحسين ﵁ أخرجت رأسها من الخاء وأنشدت رافعة صوتها:
ماذا تقولون إن قال النبى لكم … ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم
بعترتى وبأهلى بعد فرقتكم … منهم أسارى ومنهم خضبوا بدم
ما كان هذا جزائى إذ نصحت لكم … أن تخلفونى بسوء فى ذوى رحمى
ورزق الحسين من الأولاد خمسة وهم: على الأكبر، وعلى الأصغر وله العقب، وجعفر، وفاطمة، وسكينة المدفونة بالمراغة بقرب السيدة نفيسة ﵂، كذا قال المناوى والشعرانى، وزاد الشعرانى أن عليا الأصغر هو زين العابدين. وقال كثيرون:
أولاده ستة، وزادوا عبد الله. فأما على الأكبر فقاتل بين يدى أبيه حتى قتل، وأما زين العابدين فكان مريضا بكربلاء، وأما جعفر فمات فى حياة أبيه دارجا، وأما عبد الله فجاءه سهم وهو طفل فقتله بكربلاء، وقيل: كان له من الذكور ستة، ومن الإناث ثلاث، فأما الذكور فعلى الأكبر، وعلى الأوسط وهو زين العابدين، وعلى الأصغر، ومحمد، وعبد الله، وجعفر، ثم ذكر أن المقتول طفلا بكربلاء هو على الأصغر، وأن عبد الله قتل مع أبيه شهيدا.
[فضائله]
وفضائله ﵁ وفضائل أمه وأبيه وأخيه الحسن وأخته وذريته ﵃ أشهر من أن تذكر، والآثار الواردة فيهم لا تحصى ولا تحصر، وقد ورد أن الحسين ﵁ كان أشبه الناس برسول الله ﷺ، وروى أيضا أن أخاه الحسن