كان أشبه الناس برسول الله ﷺ، وجمع بعضهم بين الروايتين بأن الحسن ﵁ أشبه الناس بالنبى ﷺ من جهة أعلاه، والحسين أشبه الناس به ﷺ من جهة أسفله، وهو أول من سمى بالحسين، وكذا أخوه أول من سمى بالحسن، وأما أمهما السيدة فاطمة الزهراء-﵂-فكانت أشبه الناس برسول الله ﷺ فى السمت والهدى-كما فى رواية حسنها الترمذى-ما رأيت أحدا أشبه سمتا ولا هديا ولا حديثا برسول الله ﷺ من فاطمة وفى قيامها وقعودها ﵂. وأخواته ﵁ ثمانية وثلاثون، منهم الذكور عشرون، والإناث ثمانى عشرة على خلاف فى ذلك، منهم أشقاؤه خمسة: الحسن، والمحسّن بضم الميم وفتح الحاء وتشديد السين مكسورة، وزينب، وأم كلثوم، ورقية. والذين أعقبوا من الذكور خمسة: هو، والحسن، ومحمد بن الحنفية، والعباس بن الكابية، وعمرو بن التغلبية.
وقد اتخذ الشيعة يوم قتل الحسين ﵁-وهو يوم عاشوراء من كل سنة- محزنة يبكون فيه وينوحون، وينشدون المراثى المهيجة للبكاء ويلزبون خدودهم وصدورهم، ويوجعون أنفسهم ضربا ونحيبا، وذلك فى مصر والقاهرة وهو مستمر إلى اليوم.
قال المقريزى فيما كان يعمل يوم عاشوراء: إن خلقا من الشيعة وأشياعهم سنة ثلاث وستين وثلاثمائة انصرفوا إلى المشهدين-قبر كلثوم وقبر نفيسة-ومعهم جماعة من فرسان المغاربة ورجالتهم بالنياحة والبكاء على الحسين ﵇، وكسروا أوانى السقائين فى الأسواق، وشققوا الروايا، وسبوا من ينفق فى هذا اليوم، ونزلوا حتى بلغوا مسجد الريح وثارت عليهم جماعة فأغلق بعض الحاضرين الدرب ومنع الفريقين ورجع الجميع، فحسن موقع ذلك عند المعز لدين الله، ولولا ذلك لعظمت الفتنة؛ لأن الناس قد غلقوا الدكاكين والدور وعطلوا الأسواق، وكانت مصر لا تخلو منهم فى أيام الإخشيدية والكافورية /فى يوم عاشوراء، وكان كافور يتعصب على الشيعة، وتتعلق السودان فى الطرقات بالناس فمن قال خالى معاوية أكرموه ومن لم يقل ذلك لقى المكروه
وفى سنة ست وتسعين وثلاثمائة جرى تعطيل الأسواق وخروج المنشدين إلى جامع القاهرة ونزولهم مجتمعين بالنوح والنشيد، فجمع قاضى القضاة عبد العزيز بن النعمان لمنشدين الذين يتكسبون بالنوح والنشيد وقال لهم: لا تلزموا الناس أخذ شئ منهم إذا وقفتم على حوانيتهم، ولا تؤذوهم ولا تتكسبوا بالنوح والنشيد، ومن أراد ذلك فعليه بالصحراء. وبعد ذلك اجتمع طائفة منهم يوم الجمعة فى الجامع العتيق بعد الصلاة،