ودخل المظفر قطز إلى دمشق، وعاد منها يريد مصر، فقتله الأمير ركن الدين بيبرس البندقدارى قريبا من المنزلة الصالحية فى يوم السبت نصف ذى القعدة منها. فكانت مدته سنة تنقص ثلاثة عشر يوما. (انتهى).
[حارة الألفى]
ثم بعد زاوية المضفر حارة الألفى، يسلك منها لشارع الشيخ نور الظلام، ولسكة درب جميزة الذى بشارع الصليبة. وفى القرن الحادى عشر كانت تعرف هذه الحارة بزقاق حلب كما هو مذكور فى حجة مصطفى أغا ابن عبد الرحيم أغا دار السعادة.
قلت: وهى من حقوق درب ابن البابا الذى ذكره المقريزى فى الأخطاط حيث قال:
هذا الخط يتوصل إليه من تجاه المدرسة البندقدارية بجوار حمّام الفارقانى، ويسلك فيه إلى خط واسع يشتمل على عدة مساكن جليلة، ويتوصل منه إلى الجامع الطولونى، وخط قناطر السباع وغير ذلك.
قلت: وهو الآن من أعمر أخطاط القاهرة، وبه كثير من منازل الأمراء والأعيان، وكان فى الأصل بستانا يعرف ببستان أبى الحسين بن مرشد الطائى، ثم عرف ببستان نامش، ثم عرف أخيرا ببستان سيف الإسلام طغتكين بن أيوب، ثم حكره أمير يعرف بعلم الدين الغتمى، فبنى الناس فيه الدور فى الدولة التركية وصار يعرف بحكر الغتمى، ثم عرف أخيرا بدرب ابن البابا.
وكان هذا البستان يشرف على بركة الفيل، وله دهاليز واسعة عليها جواسق تنظر إلى الجهات الأربع، ويقابله حيث الدرب الآن المدرسة البندقدارية، وما فى صفّها إلى الصليبة بستان يعرف ببستان الوزير ابن المغربى، وفيه حمّام مليحة.
ويتصل ببستان ابن المغربى بستان عرف أخيرا ببستان شجرة الدر، وهو حيث الآن سكن الخلفاء بالقرب من مشهد السيدة نفيسة، ويتصل ببستان شجرة الدربساتين إلى حيث الموضع المعروف اليوم بالكبارة من مصر. (انتهى ملخصا).
والحمّام المذكورة هنا هى حمّام الصليبة.
[زاوية الفرقانى]
ثم بعد حارة الألفى زاوية الفرقانى، وهى على رأس الحارة تجاه زاوية الآبار، معلّقة يصعد إليها بدرج، وكانت أول أمرها مدرسة تعرف بالفرقانية، بناها هى والحمّام الآتى بعدها - المعروف بحمّام الألفى - الأمير ركن الدين بيبرس الفارقانى، وهو غير الفارقانى