للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى جنائزهم يرسلون إلى البلاد فإذا اجتمعت الناس مشوا أمام الجنازة بالطبول والبيارق وينصبون للعزاء خياما خارج البيوت إلى تمام أيام الماتم، وهذه العوائد والاصطلاحات ليست خاصة بهذه البلدة بل مثلها ما جاورها بل كثير منها فى أغلب البلاد.

ومن ذلك البسلة التى تجعل للمولود ليلة السابع وهى أن يجمع من جميع الحبوب الموجودة ويخلط ويجعل فيه الملح ويبيت عند المولود وكذلك يبيت عند رأسه أبريق مملوء ماء وفى صبيحة اليوم السابع تأتى أحبة أمه من النساء بما قدرن عليه من الغلة فتأخذه الداية ويسمى المولود حينئذ ويعق عنه (١) إن كان أبوه غنيا، وبعض الوالدات تجمع الأطفال يومئذ وتجعل فى وجوههم نكتا من صبغ أحمر على خدودهم وجباههم وأنوفهم وذقونهم، وقد يثقبن سبع حبات من الفول ويعلقن فى رقبة المولود أو ضفائر أمه، وكذا يعلقن يوم الولادة قطعة من جريد النخل قدر ثلاث أصابع محززة سبع حزوز بشروط عندهم وتسمى: المشوهرة يعتقد النساء وكثير من الرجال أنها تدفع ضرر أمور كثيرة، وفى بعض البلاد يؤذن فى أذن المولود عند تسميته.

[ترجمة الشيخ ناصر الدين محمد الجعفرى]

وإلى الجعفرية هذه ينسب الشيخ محمد الجعفرى الذى ترجمه السخاوى فى الضوء اللامع (٢) حيث قال هو محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن أبى عمر محمد ناصر الدين الجعفرى القاهرى الشافعى الموقع ويعرف بناصر الدين الجعفرى ولد فى العشر الأول من ربيع الأول سنة أربع وتسعين وسبعمائة بالجعفرية وحفظ القرآن والعمدة والتنبيه والمنهاج الأصلى وألفية ابن مالك، وتفقه بالولى العراقى وسمع عليه ووصفه بالفاضل وأخذ الفرائض عن الشمس العراقى وأذن له فى سنة سبع عشرة وناب فى القضاء بالبلاد عن العلم البلقينى، ثم بالقاهرة فى سنة سبع وخمسين وكتب التوقيع دهرا، وصنف للشهود وشرح الرحبية والجعبرية فى الفرائض وحج مرارا وناب فى قضاء جدة وجاور بالمدينة النبوية ثلاثة أعوام.


(١) ذبح الشاة سابع يوم مولده.
(٢) الضوء اللامع ٩/ ٢١١.