خرجت من بيتها لنحو زيارة لبست ثوبا من الحرير يسمى عندهم غلالى، وتلبس فوقه ثوبا واسع الكمين جدا وتضع كميه على رأسها ثم تجعل فوق ذلك ثوبا ساترا من أعلى رأسها إلى الأرض تارة يكون من الكتان وتارة من الحرير المسمى عندهم بالملس ويزرع فى أطيان تلك البلدة أكثر مزروعات القطن من قمح وشعير وقطانى وذرة وبرسيم وحلبة والقطن وقصب السكر والبصل والفجل والباميا والملوخيا والمقاثئ من قثاء وخيار وبطيخ وحرش وباذنجان أسود.
ويلعبون فى أفراحهم/ألعابا كثيرة من ذلك أن يجتمع جماعة فينقسمون فرقتين فرقة تتزيا بزىّ النصارى والأخرى تتزيا بزى المسلمين وتجعل فرقة النصارى على وجوههم صورا من الخشب سودا على هيئة وجوه الآدميين ويتحارب الفريقان كحرب الجهاد ويظهر كل ما عنده من الحيل والمكايد للظفر والغلبة.
ومنها أن يعمموا رجلا بعمامة كبيرة جدا فيها ألوان شتى من الخرق ويجلسونه على سرير النورج يجعلون له كرسيا ويتأدبون أمامه ظاهرا وينادى مناديهم: ألا أن القاضى شلاطه بلاطه ابن المرأة اللهاطه قد حضر ليعين الظالم على المظلوم ويظهر الباطل على الحق فالغائب يعلم الحاضر ومن كان زوجها لا يجامعها أو لا يقوم بحقوقها فلتأت، فيأتى رجل بهيئة مزعجة فيقول يا سيدى القاضى أنا امرأة غلبانة وزوجى فلان لا يقوم بحقوقى فيأمر باحضاره، فيحضره أعوانه فيأمر بحبسه فيسجن تحت سرير القاضى فيبول القاضى عليه.
ومن ذلك أن يزينوا المختون بأحسن زينة ويطوفون به البلد راكبا فرسا وأمامه الطبول وآلات اللهو والراقصات من النساء ويركب بعض الشبان الخيول وبعضهم يمسك النبابيت ويلعبون بالخيل والنبابيت أمام كل حارة ويرمى هناك النقوط على الطبالين.
وفى الزواج يركب الزوج ليلة البناء فرسا والزوجة كذلك ويطاف بهما البلد ويكون هو المقدم وهى تتبعه وجهازها وراءها فيبنى بها فى بيته وتأخذ أقرب امرأة إليها الخرقة الملوثة بدم بكارتها ويطاف بها حول البلد مع الغناء والزغاريد وبعض النساء يكتحل بدم البكارة ويعتقدون أنه يجلوا البصر.