للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأولاده، وعلى زيادة فى معلوم الإمام بالجامع، وعلى ما يحتاج إليه من زيت الوقود ومرمة سقفه وجدرانه.

[ترجمة مصادرة الهرماس]

ثم فى سنة إحدى وستين وسبعمائة صودر الهرماس وهدمت داره التى بناها أمام الجامع الحاكمى، وضرب ونفى هو وأولاده، واستفتى السلطان الملك الناصر حسن بن محمد بن قلاوون فى وقف حصة طنتدا فجمع المفتين والقضاة بناحية سرياقوس-وكان يركب إليها كثيرا-وسألهم عن حكم الله فى الواقعة، فأجاب الجميع بالبطلان غير المناوى فقال بالصحة، ثم بعد طول النزاع انحط رأيهم على إبطال الوقف بشاهدين على أن السلطان جعل لنفسه التغيير والتبديل والزيادة والنقص-وقد نقلنا ملخص ذلك فى الكلام على سرياقوس-ومع ذلك فقد بقيت الأرض بيد أولاد الهرماس بحكم الكتاب الذى حاول السلطان نقضه ولم يوافقه المناوى.

والجامع الآن متهدم، وما من زمن إلا ويسقط من سقوفه شئ بعد شئ فلا يعاد، وكانت ميضأته صغيرة بجوار ميضأته الآن فيما بينها وبين باب الجامع، وقد جعل موضعها مخزن تعلوه طبقة عمرها شخص من الباعة يعرف بابن كرسون المراحلى، وأنشأ ابن كرسون الفسقية التى فى الميضأة الجديدة فى أعوام بضع وثمانين وسبعمائة، وبيض مئذنتيه واستجد المئذنة التى بأعلى/الباب المجاور للمنبر رجل من الباعة، وكملت فى سنة سبع وعشرين وثمانمائة.

وتخرق سقف الجامع حتى صار المؤذنون ينزلون من السطح إلى الدكة التى يكبرون فوقها وراء الإمام-انتهى ملخصا من المقريزى.

وفى سنة اثنتين وعشرين ومائتين وألف جدد به نقيب الأشراف السيد عمر مكرم أربع بوائك من مؤخره، فجعلت مسجدا به منبر وخطبة ومطهرة وأخلية، وله فى الروزنامجه بعض أحكار، وباقى الجامع منتهك الحرمة. وبعض الواردين من الشام يصنعون فيه قناديل الزجاج والأكواب، والحريريون يفتلون فيه الحرير، وبجواره بيت فسوق تشرب فيه البوزة ونحوها، ويدخلون فيه سكارى ويغنون ويضربون الدفوف، ولم يبق من أبوابه السبعة مفتوحا إلا اثنان: الباب الموصل إلى باب النصر، وباب سوق الليمون. وبجواره من الجهة الغربية مدفن بناه الحاكم لنفسه ولم يدفن به وعرف فيما بعد بمدفن الساعى، وعليه بناء متسع وقبة ومبخرة مرتفعة، وفيه شواهد عليها أسماء بعض الموتى المدفونين هناك، فعلى أحدها: هذا قبر المرحوم محمود بن جلبى توفى سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف، وعلى آخر