وأخويه، وأعلمه أنه سيتركنى فى بيته وبلاده، أجمع خراجها، وأنتفع بزرعها إلى أن يعود.
وكانت له بلاد أقطعها له السلطان عبد الرحمن، فأخذ عليه المواثيق بالعود، وكتب له عدة أوامر إلى العمال الذين بطريقة أن يعطوه ما يحتاج إليه، ويرسلوا معه جندا إلى الأمن. فرجع إلينا، وجهز نفسه، وباع ما عنده من القطن، وكان ينيف على مائة قنطار؛ لأنه زرع أرضا نحو عشرين فدانا من أفدنة مصر، كان يجمع منها وقت هجوم القطن، كل يوم أربع عشرة ريكة.
والريكة فى عرف أهل السودان كالفقة فى عرف أهل مصر، تسع من الغلال، نحو خمسة أرباع مصرية، وباع الغنم والبقر والحمير، وأخذ جواريه وعبيده، وما حصل لى من الهدايا، ولم يترك لى إلا جارية بعينها بياض، تسمى فرحانة، وعبدين، وامرأتيهما، وحمارا، وهجينا ضعيفا، وترك لى إحدى نسائه تسمى زهرة، وامرأة أخيه، وكل منهما معها بنت، وباع مطامير الغلال، ولم يترك لى إلا مطمورا واحدا.
مطلب صورة وثيقة إقطاع السلطان عبد الرحمن
للشيخ عمر التونسى
وأعطانى وثيقة الإقطاع التى كتبها له المرحوم السلطان عبد الرحمن، ونصّها «من حضرة السلطان الأعظم، والملاذ الأفخم، سلطان العرب والعجم، ومالك رقاب الأمم، سلطان البرين والبحرين، وخادم الحرمين الشريفين، الواثق بعناية الملك المبدئ المعيد، السلطان عبد الرحمن الرشيد، إلى حضرة الملوك والحكام، والشراتى والدمالج، وأولاد السلطان والجبائين، وأهل دولة السلطان، من العرب والسودان»
أما بعد
فإن السلطان المذكور المبرور، المؤيد المظفر المنصور، تفضل وأمدّ بمعونته، وأعطى العلامة السيد الشريف عمر التونسى قطعة من الأرض، كائنة