هذا الاسم علم لقريتين من مديرية الغربية، إحداهما دار البقر البحرية: وهى من دائرة دولتلو إبراهيم باشا نجل الخديوى إسمعيل باشا، والأخرى دار البقر القبلية وهى تابعة لجماعة من أكابر الدولة مثل راتب باشا الكبير وسليمان باشا رءوف وغيرهما، وكلاهما غربى المحلة الكبرى بنحو ساعة فى جنوب المعتمدية وشمال بلقينة، وكانتا سابقا تابعتين لشفلك المرحوم عباس باشا، ويقال: إن أكثر من بمصر أو جميعهم من السقائين لماء الآبار من قريتى دار البقر.
[ترجمة ابن البقرى]
ومن إحدى هاتين القريتين الرئيس شمس الدين شاكر بن غزيل-تصغير غزال- المعرفو بابن البقرى أحد مسالمة القبط، وناظر الذخيرة فى أيام الملك الناصر الحسن بن محمد بن قلاوون وهو خال الوزير الصاحب سعد الدين نصر الله بن البقرى، نشأ على دين النصارى وعرف الحساب وباشر الخراج إلى أن رقاه الأمير شرف الدين بن الأزكشى استادار السلطان ومشير الدولة فى أيام الناصر حسن، فأسلم على يديه وخاطبه بالقاضى شمس الدين وخلع عليه واستقر به فى نظر الذخيرة السلطانية وكان نظرها حينئذ من الرتب الجليلة، وأضاف إليه نظر الأوقاف والأملاك السلطانية ورتبه مستوفيا بمدرسة الناصر حسن، فشكرت طريقته وحمدت سيرته وأظهر سيادة وحشمة، وقرب أهل العلم من الفقهاء وتفضل بأنواع من البر، وأنشأ مدرسة دار البقر فى الزقاق الذى تجاه باب الجامع الحاكمى المجاور للمنبر بمصر المحروسة، وتلك الزاوية موجودة الآن، وتعرف بزاوية البقرى بخط باب النصر، وجعلها فى أبدع قالب وأبهج ترتيب، وجعل بها درسا للفقهاء الشافعية.
وقرّر فى تدريسها الشيخ سراج الدين عمر بن علىّ الأنصارى المعروف بابن الملقن الشافعى، ورتب فيها ميعادا وجعل شيخه الشيخ كمال الدين بن موسى الدميرى