للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ترجمة جلال الدين أبى محمد عبد الله بن محمد

ابن شاس المالكى

وفيها، قبر شيخ المالكية الإمام جلال الدين أبى محمد عبد الله بن محمد بن شاس بن قرار الجذامىّ السّعدى، صاحب كتاب الجواهر الثمينة فى المذهب. كان من كبار الأئمة العاملين، حج آخر عمره، ورجع، فامتنع من الفتيا إلى أن مات بدمياط مجاهدا، سنة ست عشرة وستمائة، والإفرنج محاصرون لها، وكان جده شاس من الأمراء. (ا. هـ. من حسن المحاضرة) (١).

ولكل حرفة فيها شيخ كعادة القاهرة والإسكندرية، ولهم اصطلاحات وعوائد حسنة/فى أمور شتى، فمن عوائدهم:

فى الموالد أن يلتزم أكابرها بمصاريف الليالى من الطعام والشراب، والشمع والزيت وغير ذلك. وفى كل عام ينتصب مولد فى أول شعبان، يقال له مولد أم عفن، ففى أول يوم يجتمع مشايخ السجادات والأشاير وغيرهم من أهل البلد والبلاد المجاورة لها، بجامع أبى العطاء، وتنعقد حلقة ذكر تشتمل على نحو ألفى نفس، ويجلس بداخل الحلقة أرباب الأشاير والسجادات، ويستمرون كذلك من العصر إلى الغروب، ثم يتوجه أرباب الإشارات وتوابعهم إلى جامع البحر. ويلتزم أكابر التجار كل واحد منهم ليلة، يصرف عليها من ماله، وعلى صاحب الليلة تعليق النجف والقناديل بجامع البحر، ويفرش ما بين المنبر وحائط الجامع البحرى بالبسط والسجادات الثمينة، وفى دائر الفرش المساند، وطول ذلك نحو ثمانين مترا، ويضع أمام الجالسين كراسى مرصعة بالصدف عليها الشمعدانات والفنايير البلور، ويختص هذا المجلس بجلوس الأكابر، كمحافظ الثغر ورؤساء المجالس وأرباب المناصب وسر تجار البلد والعلماء الفخام، ومن بعد صلاة العشاء ينعقد مجلس ذكر وينشد فيه بالألحان العجيبة والموشحات الغريبة. وعلى صاحب الليلة أن يهيئ طعاما واسعا فيذبح جملة من الجواميس والغنم، ويكثر من أنواع الطعام، ويمد أسمطة حافلة


(١) حسن المحاضرة، المرجع السابق ج ١، ص ٤٥٤.