وذكر أيضا ترجمة والده، فقال: هو عمر بن محمد بن أبى بكر المصرى الشهير بالفارسكورى، العلامة الأديب المتفنن، ذكره عبد البر الفيومى فى:«المنتزه» وقال فى وصفه: عالم نشرت ألوية فضله على الآفاق، وفاضل ظهرت براعة عمله فتحلى بها فضلاء الحذاق، له اليد الطولى فى العلوم العقلية والنقلية، والراحة البيضاء فى تعاطى أنواع الفنون الرياضية، وبالجملة فهو عالم متضلع، وأستاذ قام بالإفادة وهو متولع، وقد انتفع به كثير من العلماء، وتصدر من طلبته بمصر جم غفير من العظماء، ثم قال المحبى: ووجدت فى بعض المسودات لبعض الفضلاء ذكره ووصفه بالتفوق وجلالة القدر، وكان شافعى المذهب، وله من التآليف ما لم يسمح بمثله الفلك الدوار، منها كتاب:«ناشئة الليل» و «نظم الارتشاف»، ورسائل شتى فى علم الهيئة، ونظم القطر فى علم النحو وسماه بالنبات، وجعل أبياته على عدد لفظه، وله كتاب:«جوامع الإعراب وهوامع الآداب» فى العربية أيضا نظم فيه: (جمع الجوامع وشرحه همع الهوامع للسيوطى) واستوعب فيه استيعابا زائدا، وقال فى آخره:
فرّغته فى مبتدأ ذى الحجة … لتسعة الأشهر من ذى الحجة
نظمت فيها الخمسة الآلاف مع … خمس مئين بالثوان والتبع
/وخمسة المئين باقى العدة … فى نحو شهر قبل هذى المدة
فكملت فى عشرة شهور … مبدلة المعسور بالميسور
فى عام نظميه فقلت مجمله … الحمد لله على التيسير له