للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المنكلى، والطريق المذكور ينتهى إلى الفرع الغربى إلى مساكن الأهالى فى أرض على باشا شريف، وبحرى البلد المعروفة بالمنيل قصر وبستان قاسم باشا، ويتوصل منه إلى الفرع الشرقى بطريق مظلل بالأشجار.

(جوامع الروضة) / (جامع غين)

قال السيوطى فى كوكب الروضة: «قال ابن المتوّج: المسجد الجامع بروضة مصر يعرف «بجامع غين» وهو القديم، ولم تزل الخطبة قائمة فيه إلى أن عمر جامع المقياس (١) فبطلت الخطبة منه.

وقال السيوطى: أول ما أقيمت الجمعة بهذه الجزيرة فى زمن الحاكم بأمر الله تعالى بعد أن صارت مدينة عامرة ولم تكن فيما تقدم كذلك، فلذا لم تقم بها فى الصدر الأول مع رغبة الناس إذ ذاك فى الصلاة خلف الأمير أو الخليفة، فإنه الذى كان يقيم الجمعة بنفسه، وكان عبورهم من الروضة إلى الفسطاط على الجسر سهلا عليهم، فكانوا يصلّون خلف الأمير أو الخليفة بجامع عمرو ولم تزل الخطبة مقطوعة منه إلى الدولة الظاهرية، فكثرت عمائر الناس حوله فى الروضة، وقلّ الناس فى القلعة، وصاروا يجدون مشقة فى مشيهم من أوائل الروضة. وعمّر الصاحب محيى الدين أحمد ولد الصاحب بهاء الدين على بن حنا داره على خوخة الفقيه نصر قبالة هذا الجامع، فحسن له إقامة الجمعة فى هذا الجامع لقربه منه فتحدث مع والده، فشاور السلطان الملك الظاهر بيبرس، فوقع منه بموقع، لكثرة ركوبه بحر النيل، واعتنائه بعمارة الشوانى، ولعبها فى البحر، ونظر إلى كثرة الخلائق بالروضة ورسم بإقامة الخطبة فيه مع بقاء الخطبة بجامع القلعة، فأقيمت الخطبة به فى سنة ستين وستمائة.


(١) أنشأه بدر الجمالى. وانظر خطط المقريزى ٢/ ١٩٧.