وفى هذا التاريخ وهو عام أربعين وستمائة، لم يوجد فى المعدن منه شئ وإنما الموجود منه الآن على قلته، فصوص تستخرج بالنبش فى الآثار القديمة بثغر الإسكندرية، يقال أنها من بقايا كنوز الإسكندر، ثم/قال: والزبرجد منه أخضر مغلوق اللون، ومنه أخضر مفتوح اللون، ومنه أخضر معتدل الخضرة حسن المائية رقيق المستشف، ينقده البصر بسرعة، وهذا أجود أنواعه وأثمنها، وقال أيضا: ويكون الزبرجد على نحو ما ذكرناه فى تكوّن الزمرد، كأنه ابتدأ ليكون زمردا فقصر عنه فى كيانه بسبب الأعراض الداخلة عليه من ضعف الطباخ ونقص الحرارة، فلان جسمه ونقص لونه فكان منه الزبرجد، خاصيته حسن المستشف من خضرته وجماله، وأن إدمان النظر إليه يجلو البصر ويقويه.
وفى هذه الصحراء يوجد أيضا الرخام بأنواعه، وحجر السماق وغيره، انظر ذلك فى الكلام على قرية بياض.
[(صدفة)]
بلدة فى مديرية سيوط بقسم بوتيج، فى جنوب بوتيج بأكثر من ساعة، وفى شمال بنى فيز بنحو ثلث ساعة، وفى غربى النيل كذلك، وفى شرقى دوير عائذ كذلك، وكان محلها قديما مدينة تسمى أبولينوباروا، زالت وخلفتها هذه البلدة كما فى كتب الإفرنج، وبها مساجد عامرة، ووكالة ينزل فيها بعض التجار، وأكثر أبنيتها بالآجر، وفيها علماء وأشراف، ونائب بختم ميرى من طرف قاضى بوتيج، ونخيلها كثير، وفيها بيت من بيوت الملتزمين منه عمدتها، وسوقها كل يوم ثلاثاء، وأهلها أصحاب يسار لجودة أرضهم، ومنها إلى بوتيج طريق متسعة، فيها عدة آبار معينة عليها أسبلة من بناء الملتزمين، بعضها عامر وبعضها متخرب، وفى شمالها الشرقى بنحو نصف ساعة قرية مجريس، يمر عليها الجسر الطارئ فى غربى النيل الخارج من سيوط إلى بوتيج إلى طما إلى طهطا، وفيها منازل صالحة ومساجد ونخيل كثير، ويتبعها عدة كفور.