للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال وأدركت من صوفيتها شخصا يعرف بأبى طاهر ينام أربعين يوما بلياليها لا يستيقظ فيها البتة ثم يستيقظ أربعين يوما لا ينام ليلها ولا نهارها أقام على ذلك عدة أعوام وخبره مشهور عند أهل الخانقاه، وأخبرنى أنه لم يكن فى النوم إلا كغيره من الناس ثم كثر نومه حتى بلغ ما تقدم ذكره، ومات بهذه الخانقاه فى نحو سنة ثمانمائة.

انتهى.

[ترجمة العلامة شمس الدين بن الزيات]

وفى كتاب تحفة الأحباب وروضة الطلاب للسخاوى: أن من صوفية الخانقاه هذه الشيخ محمد شمس الدين ابن الشيخ محمد بن ناصر الدين محمد بن جمال الدين عبد الله بن أبى حفص عمر الأنصارى الشافعى المعروف بابن الزيات الصوفى الأزهرى، صاحب كتاب الزيارات المسمى بالكواكب السيارة فى ترتيب الزيارة، فرغ من جمعه فى عشرين من رجب سنة أربع وثمانمائة ولم يزل يفيد الطالبين والواردين إلى أن توفى فى يوم الأحد مستهل ذى القعدة سنة أربع عشرة وثمانمائة بخانقاه سرياقوس ودفن من يومه هناك، وكان والده يلقب أيضا بشمس الدين العباسى المجذوب أحد أصحاب الشيخ الصالح العارف قطب زمانه أبى زكريا يحيى بن على بن يحيى المغربى الأصل المصرى المولد المعروف بابن الصنافيرى، وقد توفى فى شهر المحرم سنة خمس وثمانمائة ودفن بالقرافة. انتهى.

قال المقريزى ومما قيل فى الخانقاه وما أنشأه السلطان بها:

سر نحو سرياقوس وانزل بفنا … أرجائها يا ذا النهى والرّشد

تلق محلا للسرور والهنا … فيه مقام للتقى والزهد

نسيمه يقول فى مسيره … تنبهى يا عذبات الرند

وروضه الريان من خليجه … يقول دع ذكر أراضى نجد

ولما عمر السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون ميدان المهارى المجاور لقناطر