وعلى وجه بابه بالخط الكوفى آية: ﴿(إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ﴾ - إلى قوله تعالى - ﴿لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)﴾ (١)، وبالمرآة أمام الخطيب فى صعوده: ﴿(إِنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً)﴾.
وبأعلى مصراعى بابه:
يا منبر بحديقة … فى روض مجد مزهر
وبأسفلهما: وكان فراغه فى عام سنة خمس وثمانين وثمانمائة. وقبته مطعمة بالعاج، وعليها هلال من جنسها وبجوار المحراب شباكان بأحدهما نقوش فيها:
عمل عبد العال النقاش. وبالشباك الآخر باب صغير يوصل إلى خزانة صغيرة معلقة برسم خزن ذخائره، ويقال: أنه كان به حمل من النحاس المفرغ بالأشكال الهندسية برسم وضع القناديل كان معلقا أمام المحراب فعبثت به أيدى الخائنين، وفى إيوان المحراب دواليب مطعمة بالعاج أيضا وبمؤخره دكة تبليغ وجميع صحنه وأوانيه مفروش بالرخام الملون بالأحمر والأصفر والأبيض والأسود بتقاسيم حسنة، وجميعه مسقوف بالخشب النقى المنقوش بالليقة الذهبية وبوسطه منور مثمن الشكل، وله مطهرة وأخلية ينزل إليها بسلم من الحجر تملأ من بئر معينة وبجوارها مصلى به محراب، ويتبعه سبيل مفروش بالرخام وسقفه منقوش بالليقة الذهبية وبه نقوش فيها: أمر بإنشاء هذا السبيل المبارك العبد الفقير المعترف الأمير العالى القاضوى الأصيلى الصيريفى العالمى العاملى المجدونى الربى أبو بكر مزهر الأنصارى الشافعى ناظر ديوان الإنشاء الشريف الملكى الأشرفى غفر له وللمسلمين، وكان الفراغ منه فى عام أربع وثمانين وثمانمائة. وكل هذه العمارة باقية على أصلها إلا المطهرة فقد أجرى فيها ناظره سابقا - السيد حسين القصبجى أحد كتبة المحكمة الكبرى بالقاهرة - عمارة فجدد الأخلية فى محلها ونقل الميضأة إلى ما هى عليه الآن، أو كانت فى محل مظلم ضيق، وقد توفى هذا الناظر سنة تسع وثمانين ومائتين وألف وصار النظر لديوان الأوقاف، وله أوقاف ذات ريع قائم بشعائره وشعائر زاوية الأربعين التى بجواره بها ضريح يقال له: الأربعين، ولها بئر ومطهرة وليس لها ريع.
[ترجمة ابن مزهر]
وفى ابن اياس: أن ابن مزهر هذا هو القاضى زين الدين أبو بكر بن مزهر.
كان ناظر الجيش إلى سنة سبع وستين وثمانمائة فقلده السلطان الملك الظاهر أبو سعيد سيف الدين خشقدم الناصرى المؤيدى كتابة السر عوضا عن ابن الديرى.