للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لإحدى عشرة خلت منه فى أربع عشاريات وأربع عشرة بغلة من بغال النقل، وفى جميع من معه من خاصته وحرمه إلى سجن يوسف ، وأقام هناك يومين وليلتين إلى أن عاد الرمادية الخارجون إلى السجن بالتماثيل والمضاحك والحكايات والسماجات فضحك منهم واستظرفهم وعاد إلى قصره بكرة يوم الأربعاء لثلاث عشرة خلت منه، وأقام أهل الأسواق نحو الأسبوعين يطرقون الشوارع بالخيال والسماجات والتماثيل، ويطلعون إلى القاهرة بذلك ليشاهدهم أمير المؤمنين ويعودون ومعهم سجل قد كتب لهم أن لا يعارض أحد منهم فى ذهابه وعوده وأن يعتمد إكرامهم وصيانتهم ولم يزالوا على ذلك إلى أن تكامل جميعهم.

وكان دخولهم من سجن يوسف يوم السبت لأربع عشرة بقيت من جمادى الأولى وشقوا الشوارع بالحكايات والسماجات والتماثيل فتعطل الناس فى ذلك اليوم عن أشغالهم ومعايشهم واجتمع فى الأسواق خلق كثير لنظرهم، وظل الناس أكثر هذا اليوم على ذلك وأطلق لجميعهم ثمانية آلاف درهم، وكانوا اثنى عشر سوقا ونزلوا مسرورين انتهى.

قال ابن جبير فى رحلته وعاينا فى اليوم الثانى من خروجنا من مصر إلى قوص بغربى النيل صباحا المدينة القديمة المنسوبة ليوسف الصديق وبها موضع السجن الذى كان فيه، وهو الآن ينقض وتنقض أحجاره إلى القلعة المبتناه الآن على القاهرة انتهى.

[(فائدة)]

فى حسن المحاضرة فى ذكر من كان بمصر من المؤرخين أن المسبحى هو الأمير المختار عز الملك محمد بن عبد الله بن أحمد الحرانى صاحب التصانيف قال فى العبر: كان رافضيا صنف تاريخ مصر، وكتابا فى النجوم، وكتاب التلويح، والتصريح فى الشعر، وكتاب أنواع الجماع مات سنة عشرين وأربعمائة عن أربع وخمسين سنة.

والقضاعى هو أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعى صاحب الشهاب والخطط وغيرهما كان فقيها شافعيا تولى القضاء بالديار المصرية روى عنه الخطيب البغدادى قال ابن ماكولا كان متفننا فى عدة علوم توفى بمصر ليلة الخميس سابع عشر