سكن البزارين، قال ابن عبد الظاهر: استجدها القاضى المرتضى بن قريش فى الأيام الناصرية الصلاحية، وكان مكانها إصطبلا. (انتهى). ومن حقوقها الآن الحوانيت التى تجاه الشرم والجمالون ومطهرة الغورى وما خلف ذلك.
قال المقريزى: وكان بجوار الجمالون الكبير قيسارية تعرف بقيسارية ابن أبى أسامة عن يسرة من سلك إلى بين القصرين يسكنها الآن الخردفوشية، وقفها الشيخ الأجل أبو الحسن على بن أحمد بن الحسن بن أبى أسامة-صاحب ديوان الإنشاء فى أيام الخليفة الآمر بأحكام الله. (انتهى).
وقال ابن أبى السرور: وفى زماننا هذا الآن يسكنها اليهود لمبيع الجوخ والأطلس. (انتهى).
[[سوق الخشيبة]]
وقال المقريزى أيضا: كان فيما بين سوق الجمالون الكبير وبين قيسارية الشرب سوق البخانقيين بابه شارع من القصبة، ويعرف بسوق الخشيبة-تصغير خشبة-كانت على بابه تمنع الراكب من التوصل إليه، ويسلك من هذا السوق إلى قيسارية الشرب وغيرها، وقد تكلمنا فى ترجمة شارع التبليطة على قيسارية الشرب، وذكرنا أن محلها الآن الخان المملوك لمحمد بيك السيوفى تجاه وكالة الزيت التى فى محل قيسارية جهركس. ثم قال: وهو معمور الجانبين بالحوانيت المعدة لبيع الكوافى والطواقى التى تلبسها الصبيان والبنات.
[[الطواقى الجركسية]]
وبظاهر هذا السوق أيضا بالقصبة عدة حوانيت لبيع الطواقى وعملها، وقد كثر لبس رجال الدولة من الأمراء والمماليك والأجناد، ومن يتشبه بهم للطواقى فى الدولة الجركسية، وصاروا يلبسون الطاقية على رؤوسهم بغير عمامة، ويمرّون كذلك فى الشوارع والأسواق والجوامع والمواكب لا يرون بذلك بأسا بعدما كان نزع العمامة عن الرأس عارا وفضيحة، ونوّعوا هذه الطواقى ما بين أخضر وأحمر وأزرق وغيره من الألوان، وكانت أولا ترتفع نحو سدس ذراع، ويعمل أعلاها مدوّرا مسطحا، فحدث فى أيام الملك الناصر فرج منها شئ عرف بالطواقى الجركسية يكون ارتفاع عصابة الطاقية منها نحو ثلثى ذراع وأعلاها مدوّر مقبب، وبالغوافى تبطين الطاقية بالورق والكثيرة فيما بين البطانة المباشرة للرأس والوجه الظاهر