وأكثر أهلها مسلمون. ومنهم أشراف، وكثير منهم يلبس كملابس أهل المحروسة. ونساء أكابرهم وأغنيائهم يعلقن على البرقع غوازى وأرباع فندقلى وعيونا من فضة أو ذهب. ويلبسن الثياب الكريشة والخفاف والبوابيج.
ولها جبانة كبيرة بين سوق السلمونى وسوق البهائم. يحيط بها سور له أربعة أبواب. يدفن فيها غالب أموات البلد. وأبنية قبورها بالطوب الأحمر والمونة كبيوتها ومساجدها. وقد نشأ منها قديما وحديثا أفاضل وعلماء بكثرة.
[ترجمة سليمان بن داود المنزلى الشافعى]
فمن علمائها كما فى الضوء اللامع للسخاوى: سليمان بن داود بن محمد ابن داود علم الدين المنزلى، ثم الدمياطى الشافعى نزيل المسيلمة بدمياط - ووالد البدر محمد الآتى بعده-ويعرف بالفقيه علم الدين وبابن الفران حرفة أبيه.
ولد سنة تسع وثمانمائة بالمنزلة. ونشأ بها، فحفظ القرآن وجوده عند الفقاعى وناصر الدين بن سويدان، ولازمه فى الفقه وفى العربية وغيرهما. وقرأ الحديث على الزين عبد الرحمن ابن الفقيه موسى. وحفظ المنهاج والملحة.
وكان يتسلط بذكائه على الخوض فى فنون بحيث إنه شارك فى الفرائض والحساب والعروض وغيرها. وأوتى مع الذكاء سرعة الحفظ فكان يحفظ من التاريخ شيئا كثيرا. وقرأ البخارى للعامة فى الأشهر الثلاثة بالمدرسة المسلمية. وكانت تعرض عليه فى الختم الجوائز فلا يقبلها، فاشتهر بذلك وهابه أرباب المناصب. ولا زال يترقى فى دمياط حتى صار له الصيت العظيم والشهرة الزائدة، بحيث كانت شفاعته لا ترد خصوصا عند الجمالى ناظر الخاص. والجمالى هو المنوه بذكره عند الظاهر جقمق. حتى استدعى به إلى