يتجرون فيه بعد فتله إلى المحلة الكبرى، فيبيعونه لحاكة العصائب. ثم ترك ذلك من نحو خمس سنين لما اعتاد التجار جلبه من القسطنطينية فحرم أهل البلد الأرباح التى كانوا يجدونها من تلك الصنعة.
وفيها مصابغ نيلة بكثرة غالبها فى حارة المعصرة. وحمام عظيم مستعمل دائما وجنات ونخيل وأشجار ووابورات وأسواق.
وتكسب أهلها من التجارة، وزرع الأرز والقطن وأنواع الحبوب، وصيد الطير، والسمك.
وبجانبها الغربى طائفة من المساكن منفصلة عنها بالبحر الصغير يقال لها: بر بدران. وهى من ضمن المدينة، وأبنيتها كأبنيتها بالمونة والبياض.
وفيها جامع بمنارة، قديم يسمى العمرى. يزعمون أنه بنى فى زمن الفتح.
وفيها مقامات أولياء وحيشان ومقابر. وأكثر سكانها ملاحون فى المراكب وصيادون وفسخانية. وبينها وبين البلد قنطرة من خشب على ذلك البحر يعبر عليها دواما المثقلات وغيرها. ويليها نهر يقال له: المقطع. يخرج من البحر وينتهى إلى بحيرة دمياط. وهناك موردة فيها سفن كثيرة تشحن الأرزاق إلى نحو دمياط والمنصورة من السمن والجبن والطيور وغير ذلك. وتأتى ببضائع من دمياط كالدخان. ومن البلط كالفواكه.
وفى المنزلة من المشاهير التجار السيد محمد العريان رئيس مجلس الدعاوى. له منزل فى خط العرايا، مشيد فيه شبابيك الزجاج، وفيه صهريج.
وكذا السيد محمود العريان، منزله فى ذلك الخط مشيد أيضا. والسيد محمد سويدان، منزله فى خط المصالحة على البحر. فيه صهريج وله مضيفة.
وعمدتها محمود جلبى طوبار، منزله فى حارة العراقى. وهو منزل عظيم فى وسط حديقة. إلى غير ذلك من المنازل المتينة الحسنة الشبيهة بقصور المدن الشهيرة.