وهذه الصفة كانت قديما وأما الآن فقد بدلت تلك الزاوية بمسجد مرتفع ورونق مقام ذلك الإمام ﵁.
هذا والمنقول عن النسابين: عدم ذكر محمد هذا فى أولاد زيد بن الحسن والله أعلم، انتهى.
[جامع محمد بن أبى بكر]
هذا المسجد فى مصر القديمة بشارع باب الوداع قريبا من الباب عن يسرة السالك مشرقا إلى باب الوداع بجوار قبر منهدم يعرف بالكردى. ويعرف هذا الجامع أيضا بجامع الصغير وكان يعرف بجامع زمام، وهو مقام الشعائر وله أوقاف تحت نظر بعض الأهالى عرف بأبى القاسم محمد بن أبى بكر الصديق ﵄؛ لأن رأسه مدفون به وكان يعرف أيضا بمسجد زمام. قال السخاوى فى تحفة الأحباب: وبظاهر مصر قبر أبى القاسم محمد بن الإمام أبى بكر الصديق بن أبى قحافة.
مات مقتولا بأمر معاوية بن حديج لأربع عشرة خلت من شهر صفرسنة ثمان وثلاثين.
وكان مولده سنة حجة الوداع وقيل أنه أحرق بالنار ودفن فى ذلك الموضع؛ فلما كان بعد سنة أتى زمام مولى محمد بن أبى بكر إلى الموضع فحفر عليه فلم يجد سوى الرأس فأخذه ومضى به إلى المسجد المعروف بمسجد زمام فدفنه فيه وبنى عليه المسجد.
ويقال: أن الرأس فى القبلة وبه سمى مسجد زمام. وقيل: لما شق بعض أساس الدار التى كانت لمحمد بن أبى بكر وجد رمّة رأس قد ذهب فكها الأسفل فشاع فى الناس أنها رأس محمد بن أبى بكر الصديق ﵄، فتبادر الناس ونزلوا فى الجدار وموضعه قبلة للمسجد القديم، وحفروا محراب مسجد زمام وطلب الرأس منه فلم يوجد، وحفروا أيضا الزاوية الشرقية من هذا المسجد والمحراب القديم المجاور له والزاوية الغربية من المسجد فلم يجدوا شيئا، وكان هذا الرأس معروفا مشهورا بين كيمان مصر.
وفى أوائل دولة الملك الأشرف برسباى جدد هذا المكان المقر تاج الدين الشوبكى الشامى والى القاهرة، وعمل فيه الأوقات وأمر مشايخ الزوار أن يزوروه.
وهو مكان مبارك مشهور بإجابة الدعاء عند أهل مصر.
واختلف فى كونه صحابيا أولا؛ فمنهم من عده فى الصحابة لأنه ولد فى حجة الوداع ومنهم من لم يعده فيهم.