للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان محمد كثير العبادة وكنيته: أبو القاسم. والقاسم ولده هو عالم المدينة وأحد الفقهاء السبعة رحمة الله عليهم أجمعين اه.

وسبب قتله : أنه لما قتل عثمان بن عفان فى ذى الحجة سنة خمس وثلاثين وقد خرج من مصر ستمائة رجل إلى قتله قام شيعته بمصر وعقدوا لمعاوية بن حديج عليهم وبايعوه على الطلب بدم عثمان. فسار بهم إلى الصعيد، فبعث إليه محمد بن أبى حذيفة بن عتبة بجيش فانهزم، ثم سار معاوية إلى برقة ورجع؛ فبعث إليه ابن أبى حذيفة بجيش آخر فاقتتلوا بخربتا (١) ثم جاء معاوية بن أبى سفيان إلى مصر، فمنعه ابن أبى حذيفة أن يدخلها وأبى أن يسلمه قتلة عثمان؛ فقال معاوية: لا يكون بيننا وبينكم حرب. فخرج إليه ابن أبى حذيفة وعبد الرحمن ابن عديس وكنانة بن بشر وأبو شمر بن أبرهة وغيرهم من قتلة عثمان؛ فلما بلغوا لدّ من بلاد فلسطين سجنهم بها معاوية فهربوا من السجن غير أبى شمر، وتبعهم صاحب فلسطين فقتلهم، فلما بلغ على بن أبى طالب قتل ابن أبى حذيفة بعث قيس بن سعد بن عبادة الأنصارى مصر؛ فاستمال الخارجة بخربتا ودفع إليهم عطياتهم ووفدوا عليه فأحسن إليهم - ومصر يومئذ من جيش على إلا أهل خربتا الخارجين بها فاجتهد معاوية بن أبى سفيان وعمرو بن العاص فى إخراج قيس من مصر ليغلبا على أمرها فامتنع عليهم بالدهاء والمكايدة؛ فاحتال معاوية على إخراجه بمكيدة عملها، فقال لأهل الشأم: لا تسبوا قيسا فإنه شيعة لنا ألا ترون ما يفعل بإخوانكم بخربتا يجرى عليهم عطياتهم ويؤمن سربهم ويحسن إليهم!. فسمع جواسيس على بالعراق فأنهاه إليه محمد بن أبى بكر وغيره فاتهم قيسا، فكتب إليه يأمره بقتال أهل خربتا وهم عشرة آلاف فأبى قيس وكتب لعلى: أنهم وجوه أهل مصر وأشرافهم وقد رضوا منى بأن أومن سربهم، وأجرى عليهم أرزاقهم وقد علمت أن هواهم مع معاوية فلست بكائدهم بأمر أهون على وعليك من الذى أفعل بهم وهم أسود العرب؛ فأبى عليه/ إلا قتالهم فامتنع قيس وكتب إلى على: إن كنت تتهمنى فاعزلنى.


(١) خربتا: هكذا ضبط فى كتاب ابن عبد الحكم وقد ضبطه الحازمى: خرنبا - بالنون ثم الباء - وهو خطأ. قال القضاعى: وهو يعد كور مصر ثم كور الحوف الغربى وهو حوالى الإسكندرية.
وخربتا: سألت عنه كتاب مصر فمنهم من قال: بفتح الخاء ومنهم من قال: بكسرها وله ذكر فى حديث محمد بن أبى بكر الصديق ، ومحمد بن أبى حذيفة بن عتبة بن ربيعة المتغلب على مصر المملوك لعثمان ومعاوية وحديج، وهو الآن خراب لا يعرف.
راجع (معجم البلدان لياقوت الحموى).