وتعرف اليوم بزاوية الحلوجى، وهى بين الجامع الأزهر والمشهد الحسينى. قال المقريزى:
أنشأها الشيخ مبارك الهندى السعودى الحلاوى - أحد الفقراء من أصحاب الشيخ أبى السعود ابن أبى العشائر البارينى الواسطى - سنة ثمان وثمانين وستمائة، وأقام بها إلى أن مات ودفن فيها. (اه). وذكر الشعرانى فى طبقاته أن الشيخ عبيدا البلقينى المتوفى سنة ثلاثين وتسعمائة دفن بهذه الزاوية وكانت تعرف به. (اه).
وقد جدد هذه الزاوية الوزير محمد على باشا والى الديار المصرية، وجدد ضريح الشيخ الحلاوى وضريح أولاده، واستمرت عامرة إلى الآن يعمل بها حضرة كل ليلة ثلاثاء، ومولد كل عام، وشعائرها مقامة من أوقافها بنظر الديوان.
[حمام الحلوجى]
وبجوارها حمام يعرف بحمام الحلوجى، وهو قديم، ينزل إليه بدرج عامر إلى اليوم يدخلها الرجال والنساء. ومذكور فى وقفية السلطان الغورى أن هذه الزاوية تسمى بالمدرسة الحلاوية، وأما الحمام فيعرف بحمام الأبارين لقربه من سوق الأبارين الذى ذكره المقريزى فى خط السبع خوخ العتيق حيث قال: هذا الخط فيما بين خط إصطبل الطارمة وخط الزراكشة العتيق. كان فيه قديما أيام الخلفاء الفاطميين سبع خوخ يتوصل منها إلى الجامع الأزهر، فلما انقضت أيامهم اختط مساكن وسوقا تباع فيه الإبر التى يخاط بها يعرف بالأبارين (اه).
(قلت): وخط الزراكشة العتيق محله اليوم خان الخليلى وما بجواره من الأماكن والحارات، ودخل فى ذلك أيضا دار العلم الجديدة، والقصر النافعى، وتربة الزعفران.
وقد تكلمنا على القصر النافعى عند الكلام على شارع النحاسين من هذا الكتاب.
[[درب العسل]]
وكان بآخر هذا الشارع درب صغير يعرف بدرب العسل. (قلت): وفى خرطة القاهرة التى رسمتها الفرنساوية أن هذا الدرب كان قريبا من نهاية شارع الحاوجى، وهو من الدروب القديمة ذكره المقريزى فقال: هذا الدرب عن يمنة من خرج من خط السبع خوخ إلى المشهد الحسينى. كان يعرف أولا بخوخة الأمير عقيل ابن الخليفة المعز لدين الله أبى تميم معدّ - أول خلفاء الفاطميين. مات سنة أربع وسبعين وثلثمائة هو وأخوه الأمير تميم بن المعز بالقاهرة ودفنا بتربة القصر. (اه).