هذه الكنيسة عليا يصعد إليها بدرج متسع من المدخل الموصل للكنيسة الكبرى، وهى باسم الشهيد جاورجيوس لطيفة جدا محكمة الوضع، وهى دون الكبرى فى القدم غالبا بالنسبة لأصل منشئها، وفى الجيل الثانى عشر للمسيح كان يعلو الكنيسة الكبرى كنيسة باسم الشهيد أبى السيفين على ما ذكر أبو المكارم سعد الله ولم يحصل تجديدها فى موقعها عند إعادة بناء الكنيسة الكبرى، ثم جرى تعميرها باسم جاورجيوس، وقد قيل إن إدارتها لم تكن مستقلة كما هى الآن، بل كانت تابعة لإدارة الكبرى فكان قسوس الكبرى وناظرها لهم التكلم عليها، وفى عهد أن كان الكرسى البطريركى بحارة زويلة كانت الدار البطريركية مجاورة لها من العلو، ثم خصص بعض القسوس الرهبان بإقامة الصلوات بها، ثم استقلت إدارتها وأفرزت أوقافها عن الكبرى وتعين لها قسوس وناظر مخصوصون.
وفى سنة ١٤٨٠ الموافقة سنة ١٧٦٤ مسيحية جدّد بعض أحجبتها بنفقة المعلمين إقلوديوس ومينا. وفى السنين الأخيرة جدد حجابها الوسط جناب قسيسها الموجود الآن الأغومانس إقلوديوس قبل ارتسامه بدرجة القسوسية وأصلح جملونها وتمم زينتها واستكمل أدواتها على ما هى عليه الآن.
ويليها من الجهة الغربية دير للراهبات أيضا برسم الشهيد جاورجيوس عامر بالراهبات تحت رياسة الأم الفاضلة المشهورة بالبر والتقوى الرئيسة مريم التى لا تملّ من مساعدة الأرامل وإعانة اليتامى سيما البنات وتربيتهن وتجهيزهن للزواج، ولا تزال مهتمة بمواساة المنقطعين والمحتاجين وإكرام الغرباء المترددين إلى منزل ديرها مهما كانوا، باذلة غاية إمكانها فى البر والإحسان، وهى مع هذه المزايا قائمة بفرائض عباداتها وشعائر رهبانيتها.