لأخيه من بعده ولكل من هؤلاء النظار آثار حسنة تشهد باهتمامهم بها، ويوجد بها إلى الآن جملة كتب اعتنى بها يوحنا أبو مصرى وإبراهيم الجوهرى وغيرهما من ذلك:
كتاب يشتمل على الفصول المقدسة التى تتلى كل عام فى أسبوع الفصح من التوراة والزبور/والإنجيل باللغتين القبطية والعربية، وهو فى حسن الخط ودقة الضبط وإتقان التصوير غاية وفى نهايته مقالة قبطية وعربية وتركية، ألفها ناسخ الكتاب ومكلفه وهو القس يوسف تتضمن ذكر الخليفة المتولى السلطنة حين ذاك والوزير المتولى الحكومة وقد آتى فيها بتاريخه نفسه وذكر البطريرك المعاصر له وقسوس الكنيسة وناظرها وباقى خدّامها إلى غير ذلك من التعليقات، وهذه المقالة محررة على السجع باللغة القبطية ومترجمة باللغتين العربية والتركية كما ذكرنا وتاريخ انتهاء نسخ الكتاب المذكور ٢٨ طوبة سنة ١٣٤٢ للشهداء الموافق سنة ١٦٢٦ مسيحية، وبها كتب أخرى قديمة نفيسة. وقد امتاز من نظارها المتأخرين عن أقرانه إبراهيم الجوهرى بأن عمرّ من داخل هذه الكنيسة من الجهة البحرية كنيسة صغرى حسنة جدا أنشأها سنة ألف وأربعمائة وتسعين للشهداء برسم الشهيد أبى السيفين، ووقف عليها كتبا مخصوصة وحبس عليها أماكن مخصوصة يصرف إيرادها فى مصالحها، ولم تزل هذه الكنيسة باقية للآن يشهد ظرفها بهمة منشئها وكانت الكنيسة الكبرى كنيسة الكاتدراى أى كنيسة الكرسى البطريركى بعد كنيسة أبى السيفين بمصر القديمة وسيأتى ذكرها إن شاء الله، واستمرت كذلك إلى زمن البطريرك متاؤس الرابع المتوفى سنة ١٦٧٥ مسيحية، ثم نقل الكرسى البطريركى إلى كنيسة حارة الروم على ما يأتى ذكره ومع ذلك فلم تبرح هذه الكنيسة للآن فى غاية الاعتبار، ولم تزل أكابر الأمة تتردد للصلاة فيها أيام الأعياد والآحاد.
ويلى هذه الكنيسة دير للراهبات المتعبدات برسم السيدة مريم قديم الأصل ذكره المقريزى فى الأديرة المصرية ومما استفيد من التعليق أنه منذ مائتين وسبعة وعشرين سنة جدّدت عمارة بهذا الدير فى زمن البطريرك مرقس الحادى بعد المائة من عدد البطاركة.