وكانت هذه البلدة أيضا منبعا للأفاضل والعلماء الأماثل، ذكر فى:
(الطالع السعيد) منهم: جماعة، حيث قال: منها العالم الكبير والإمام الشهير الشيخ حاتم بن أحمد بن أبى الحسين يكنى أبا الجود الفرشوطى، كان فاضلا وله معرفة بعلوم الأوائل من/فلسفة، وكان أديبا وله نظم ونثر، وله مقامة أولها: روى فى الأخبار عن حاتم العطار، قال: خرجت بظاهر بعض الأمصار لأقضى وطرا من الأوطار، فنظرت إلى أعلام على أطلال، تلوح على البعد كالجبال، ففسحت الخطا فى السعى إليها، وعولت فى سرعة المسير عليها، فإذا هى روضة قد زهت أوساق بواسقها، وأمرعت أفنان حدائقها، وذللت قطوفها، وجلت عن الإحصاء صنوفها، ثم قال فى وصف أهلها: كحور متكئين على سرر متقابلين، قد قمصوا قمص الوقار، وتحللوا بحلل البهار والنضار، يتناشدون الأشعار الأوسية والملح الأديبة، ويتواردون الأخبار النبوية والخطب الوعظية، ويتناظرون فى الآراء الطبية والأحكام الفلكية، ويتناقدون فى النسب الهندسية والألحان الموسيقية، ويتجادلون فى المعارف الربانية والنواميس الإلهية، فبينما هم على تلك الحال، إذ ورد عليهم رجل من الرجال … إلخ. وهى مقامة طويلة بين فيها معرفته بهذه الفنون، توفى ببلده فى حدود السبعين وستمائة أو ما يقاربها، انتهى.
[ترجمة الشيخ حمزة الملقب بسعد الدين]
وفيه أيضا أن منها العالم العلامة الشيخ حمزة بن مفضل المالكى، المنعوت سعد الدين، كان فاضلا أديبا شاعرا استوطن إسنا، ويحكى أنه كان يملى فى المجلس الواحد على عشرة أنفس فأكثر فى فنون مختلفة، توفى بإسنا فى حدود السبعين وستمائة تقريبا.