وسرد لصديقه المحبى صاحب خلاصة الأثر، إذ قد لقيه بمنزل المترجم أشعارا بهية، فى مدح ذلك السيد الأستاذ، منها.
يا حبذا خضر الخما … ثل فى رياض الأزبكية
إلى أن قال:
فى ظل زين العابدي … ن الشهم أستاذ البرية
مولى أناخ المجد فى … أعتابه البيض النقية
وبالجملة، فقد كادت تلك القطعة أن تكون كلها فى مآثر المترجم على كبر حجمها، فإنها فى مجلد، فمن شاء فليراجعها، رحم الله الجميع، ونفعنا بهم فى الدارين.
[السيد محمد بن زين العابدين البكرى]
الجد الثامن السيد محمد بن زين العابدين بن محمد بن أبى الحسن، كان من العلم والتحقيق آية من الآيات، ومن الولاية غاية من الغايات، ولد بمصر ونشأ بها، وتأدب واشتغل بطلب العلوم وأتقنها، وبرع فى كثير من الفنون، سيما علم التفسير والحديث، وكان له فى علوم القوم، وأصول التصوف قدم راسخ، وكان يدرس على عادة أسلافه بالجامع الأزهر فى الليالى المشهورة كليلة المولد النبوى الشريف، والمعراج، والنصف من شعبان، وله تأليف جليل ذكر فيه ما ورد فى النيل، وما يتعلق به من ذكر مبدئه، ومن أين هو، أجاد فيه كل الإجادة، وله نظم رائق، ونثر فائق، توفى ليلة الجمعة الثانى والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ١٠٨٧ هـ. (اه ملخصا) من الجزء الثالث من خلاصة الأثر صحفة ٤٦٥، وهو المؤلف برسمه كتاب عمدة التحقيق فى بشائر بيت آل الصديق.
[السيد محمد أبو السرور البكرى]
الجد التاسع السيد محمد أبو السرور زين العابدين، ولد سنة ٩٧١، وتوفى سنة ١٠٠٧ هـ عن ست وثلاثين سنة، كان مفتى السلطنة الشريفة بمصر، حائزا للمنقول والمعقول، وكان آية فى علم التصوف، وإماما فى فن الكلام، جامعا شتاته، حالاّ لمشكلاته، وهو أول من لقب بمفتى السلطنة بالديار المصرية، ومن تآليفه تفسير القرآن الكريم فى أربع مجلدات، وتفسير