وعدة من الأمراء يمشون رجالا بين يدى محفتها ويقبلون الأرض لها، ثم حج بها الأمير بشتاك سنة تسع وثلاثين وسبعمائة، واستمرت عظمتها بعد موت السلطان إلى أن ماتت سنة تسع وأربعين وسبعمائة أيام الوباء عن ألف جارية وثمانين خادما خصيا وأموال كثيرة جدا.
وكانت عفيفة طاهرة كثيرة الخير والصدقات والمعروف جهزت سائر جواريها وجعلت على قبر ابنها بقبة المدرسة الناصرية بين القصرين قرّاء، ووقفت على ذلك وقفا، وجعلت من جملته خبزا يفرق على الفقراء، ودفنت بهذه الخانقاه وهى من أعمر الأماكن إلى يومنا هذا انتهى.
ولم يبق الآن هناك سوى جدران قديمة بجوار زاوية الشيخ الشرقاوى يظن أنها من آثارها فسبحان من له الدوام والبقاء.
[مطلب حرف الباء]
[خانقاه بشتاك]
قال المقريزى: هذه الخانقاه خارج القاهرة على جانب الخليج من البر الشرقى تجاه جامع بشتاك. أنشأها الأمير بشتاك الناصرى سنة ست وثلاثين وسبعمائة انتهى.
وهى التى فى محلها الآن السبيل والمكتب الكائنان بدرب الجماميز اللذان أنشأتهما الست المرحومة والدة المرحوم مصطفى باشا أخى الخديو اسماعيل، تجاه جامع بشتاك المعروف اليوم بجامع مصطفى باشا، وقد ذكرناها عند ذكر زاوية سعد الدين بن غراب.
[الخانقاه البندقدارية]
قال المقريزى: هذه الخانقاه بالقرب من الصليبة، كان موضعها قديما يعرف بدويرة/مسعود، وهى الآن تجاه المدرسة الفارقانية وحمام الفارقانى.
أنشأها الأمير علاء الدين أيدكين البندقدارى الصالحى النجمى سنة ثلاث وثمانين وستمائة انتهى.