فى بعض حوانيت الحنابلة، ثم ناب فى القضاء بأعمال القاهرة عن الجلال البلقينى فى سنة تسع عشرة، وكتب بخطه الكثير من الكتب المطوّلة وغيرها، ولزم الإقامة بالمدرسة الفاضلية متصديا للتدريس والإفتاء فكثرت تلامذته، وأخذ الناس عنه طبقة بعد أخرى وصار فى طلبته من الأعيان جملة، خصوصا فى الفرائض والحساب بأنواعه لتقدمه فيه، حتى كان شيخه الولى يستعين به فى كثير من المناسخات ونحوها ويقول: المسألة التى أعملها فى ساعة يعملها هو فى ثلث ساعة قال السّخاوى: وقرأت عليه جملة وحضرت دروسه فى الفقه والفرائض وغيرهما، وكف بصره بأخرة وانقطع بالمدرسة عن الناس متدرعا ثوب القناعة عنهم واليأس، وهم يترددون إليه للقراءة والزيارة حتى مات بعد يسير فى ليلة الاثنين الثالث والعشرين من شوّال سنة أربع وستين وثمانمائة ودفن من الغد بالقرافة بتربة الشيخ محمد الهلالى العريان جوار تربة أبى العباس رحمه الله تعالى انتهى.
[ترجمة الشيخ محمد بن أحمد السميعى]
ومحمد بن أحمد السميعى (١) -نسبة لقرية من قرى أبو تيج يقال لها: قرية بنى سميع-البوتيجى ويعرف بالفرغل رجل مجذوب له شهرة فى الصعيد وغيره، وله زاوية بأبوتيج وأخرى بدوينة كان ينتقل بينهما، وأكثر إقامته بالأولى وبها دفن، وتحكى له كرامات قدم القاهرة أيام الظاهر جقمق شافعا فى ابن قرمين العزال أحد مشايخ العرب فأجابه وأكرمه وأمر بإنزاله عند الزين الإستادار، ورجع فأقعد وأخر إلى أن مات رحمه الله تعالى اه ولم يذكر تاريخ موته.
(١) انظر الضوء اللامع ٧/ ١٣٠ ط المقدسى ١٣٥٤ هـ القاهرة.