إبراهيم يا إبراهيم مرارا فلم يسمع نداءه لبعده عنه، وكان ذلك الموضع له صدى، فكلما قال: يا إبراهيم أجابه الصدى يا إبراهيم، فقعد ساعة ثم أنشدنى:
بنفسى حبيب جار وهو مجاور … بعيد عن الأبصار وهو قريب
يجيب صدى الوادى إذا ما دعوته … على أنه صخر وليس يجيب
وكان للبهاء السنجارى صاحب وبينهما مودّة أكيدة واجتماع كثير، ثم جرى بينهما فى بعض الأيام عتاب وانقطع ذلك الصاحب عنه، فسير إليه يعتبه لانقطاعه، فكتب إليه بيتى الحريرى من المقامة الخامسة عشرة، وهما:
لا تزر من تحب فى كل شهر … غير يوم ولا تزده عليه
فاجتلاء الهلال فى الشهر يوم … ثم لا تنظر العيون إليه
فكتب إليه البهاء من نظمه:
إذا حققت من خلّ ودادا … فزره ولا تخف منه ملالا
وكن كالشمس تطلع كلّ يوم … ولا تك فى زيارته هلالا
ومن كلامه:
ومن العجائب أننى … فى لج بحر الودّ راكب
وأموت من ظمأ و ل … كن عادة البحر العجائب
وكانت ولادته سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، وتوفى فى أوائل سنة اثنتين وعشرين وستمائة بسنجار، انتهى.
[(سنجرج)]
بفتح السين وسكون النون وضم الجيم وسكون الراء وجيم أخرى؛ قريتان بمصر، سنجرج فى كورة المنوفية وسنجرج فى كورة الأشمونين كذا فى «مشترك البلدان»، فالأولى قرية بمديرية المنوفية من مركز منوف على الشاطئ الشرقى لترعة الباجورية، وفى الشمال الشرقى لمنوف بنحو ألفى متر، وفى غربى شبين الكوم بنحو سنة آلاف متر، وبها جامع وفى جهتها الشرقية مقام ولى الله محمد الوزورى، يعمل له ليلة فى كل سنة فى شهر بؤنه.