للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهواك ما خطر السّلوّ بباله … ولأنت أعلم فى الغرام بحاله

ومتى وشى واش إليك بأنه … سال هواك فذاك من عذاله

أوليس للكلف المعنى شاهد … من حاله يغنيك عن تسآله

جدّدت ثوب سقامه وهتكت ست … ر غرامه وصرمت حبل وصاله

أفزلة سبقت له أم خلة … مألوفة من تيهه ودلاله

يا للعجائب من أسير دأبه … يفدى الطّليق بنفسه وبماله

بأبى وأمى نابل بلحاظه … لا يتّقى بالدرع حدّ نباله

ريان من ماء الشبيبة والصّبا … شرقت معاطفه بطيب زلاله

تسرى النّواظر فى مراكب حسنه … فتكاد تغرق فى بحار جماله

فكفاه عين كماله فى نفسه … وكفى كمال الدين عين كماله

وهى قصيدة طويلة وله أيضا:

ومهفهف حلو الشّمائل فاتر ال … ألحاظ فيه طاعة وعقوق

وقف الرحيق على مراشف ثغره … فجرى به من خدّه راووق

سدّت محاسنه على عشّاقه … سبل السّلوّ فما إليه طريق

قال: وكان قد جاءنا ونحن فى بلادنا فى سنة ثلاثة وعشرين وستمائة الشيخ جمال الدين أبو المظفر عبد الرحمن بن محمد، المعروف بابن السنينيرة الواسطى، وكان من أعيان شعراء عصره، ونزل عندنا بالمدرسة المظفرية، وكان قد طاف البلاد ومدح الملوك وأجازوه الجوائز السّنيّة وإذا قعد حضر عنده كل من له عناية بالأدب، وتجرى بينهم محاضرات ومذاكرات لطيفة، وكان قد طعن فى السن فقال يوما: وافقنى البهاء السنجارى فى بعض الأسفار من سنجار إلى رأس عين-أو قال: من رأس عين إلى سنجار-فنزلنا فى الطريق فى مكان، وكان له غلام اسمه إبراهيم وكان يأنس به، فابتعد عنا الغلام فقام يطلبه فناداه، يا