يمين الداخل إليها المغاطس التى يغتسل فيها أرباب الأحداث وغيرهم، وهى ستة مصانع أكبر من مصانع الحمامات، ويكتنف الميضأة من ثلاث جهاتها أربعة وثلاثون مرجاضا لجميعها أبواب من الخشب، وللميضأة ولواحقها مجار توصل إليها الماء من المصنع الكبير الذى بجوار الساقية، ولها خدمة لا يفترون عن تنظيفها بالغسل والمسح، وزجر الصبيان ومن لا يفرق بين محل الطهارة والنجاسة لما هناك من الازدحام المستمر ليلا ونهارا حتى يقال إنها ما دامت مفتوحة مملوءة لا تخلو عن متوضئ، ولتصريف الفضلات مجرى واسع مبنى تحت الأرض يمتد إلى خارج الحسينية.
الثانية ميضأة زاوية العميان: وهى ميضأة متوسطة وحولها مرتفقات ثلاثة عشر، وهى أيضا مزدحمة لعدم كفاية مرافق الميضأة الكبيرة، ولها ممشى من الحجر متصل بباب الجوهرية.
الثالثة ميضأة الطيبرسية: عن يمين الداخل من باب المزينين، وهى غير مستعملة وحولها عدة مراحيض ليس فيها ماء لهجر ساقيتها، وفى رواق الأتراك مرتفقات وحنفيات تملأ من بئر هناك ويتوضأ منها أهل الرواق وغيرهم، وكذلك فى رواق المغاربة حنفيات وأخلية وبئر، وكذلك رواق الشوام، وأما رواق الحنفية فليس به غير الحنفية يأتى إليها الماء من مجرى الميضأة الكبيرة.
[صهاريجه]
فى صحنه أربعة صهاريج لها أفواه من الرخام كأفواه الآبار، لها أغطية من خشب وأقفال من حديد، تملأ كل سنة ويصرف منها مرتبات الأروقة وبعض المدرسين بالأزهر، وعند رواق الصعايدة صهريج كبير أنشأه المرحوم عبد الرحمن كتخدا وجعله وقفا عاما، فينقل منه السقاؤون حتى فى بعض بيوت العلماء القريبين من الأزهر، وهو صهريج كبير مبنى تحت الرواق والدركة، وبعض الإيوان الجديد وفمه فى قاعة تحت رواق الصعائدة، وهناك سبيل عليه بزابيز من نحاس أصفر يشرب منه عموم الناس.
وتجاه باب المغاربة صهريج بابه فى الجهة الأخرى من الشارع عن يسار الداخل إلى حارة الأتراك. من إنشاء السلطان قايتباى، وهو تابع للجامع، وبجوار الميضأة الكبيرة جملة بزابيز مركبة على حيضان تملأ من الصهاريج المذكورة لشرب المجاورين وأولاد المكاتب التى بصحن الجامع ولها غطاء خشب.