للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى آخر درب الحبانية قطعت أرضه من متر إلى مترين، وتسبب عن ذلك أن العطف والحارات المقطوعة صار بعضها منحطا وبعضها مرتفعا عن أرض الشارع، وهذا عيب من عيوب التنظيم، لكنه سيزول عند تجديد البيوت التى بالحارات والعطف المذكورة.

وقد عمل فى امتداد هذا الشارع قنطرة على الخليج عوضا عن قنطرة باب الخرق القديمة، وكذلك عمل مجرور لتصفية مياه المطر ولمنع الأتربة، ودكت أرضه بالرمل والدقشوم، ورتب فيه الكنس والرش فى كل يوم مرتين، ونصب فى جانبيه فنارات الغاز، فصار بذلك من أحسن الشوارع وأبهجها.

وللآن لم يتم الميدان المجاور لجامع السلطان حسن، فإنه إذا تم كما تقرر عنه من ديوان الأشغال العمومية ينتهى الشارع المذكور، وتكمل عمارات الحارات المجاورة له.

وأما المبلغ الذى صرف عليه فهو جزئى، وليس بشئ بالنسبة لما حصل من الفوائد العظيمة والمنافع الجسيمة لمدينة مصر القاهرة، ويا ليت الحكومة تهتم فى تتميم الشوارع الأخر التى منها الشارع المارّ من العتبة الخضراء إلى باب الفتوح، فإنه بمروره من الجهات البحرية والأماكن الحبيسة المحرومة من الشمس والهواء يكسبها الحياة، ويزيدها رغبة، ويرفعها قيمة، فإن نفع المدينة بهذين الشارعين زيادة عن نفعها بغيرها.

[جامع السلطان حسن]

وبنهاية هذا الشارع من جهة اليمين جامع السلطان حسن، أنشأه الملك الناصر حسن سنة سبع وخمسين وسبعمائة، وعمله فى أكبر قالب، وأحسن هندام، وأضخم شكل، فهو من المبانى الفاخرة والآثار الظاهرة، شعائره مقامة من ريع أوقافه بنظر الديوان.

[[جامع الرفاعى]]

وفى مقابلة هذا الجامع جامع الرفاعى، عرف بسيدى على الرفاعى المدفون بداخله، المشهور بأبى شباك، يعمل له مولد كل سنة، ويستمر ثمانية أيام. وكان أول أمره زاوية تعرف بزاوية الرفاعى، فأزيلت هذه الزاوية مع ما جاورها من البيوت وغيرها، وصار الشروع فى إنشائها جامعا من جهة والدة الخديو إسماعيل، ولم يكمل للآن، بل ما بنى منه حصل به خلل، وصار معطل الشعائر الإسلامية.

انتهى ما يتعلق بوصف شارع محمد على قديما وحديثا: