للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والخوجات وسائر المستخدمين يقاسون المشاق والصعوبات فى الذهاب والإياب لبعد القاهرة عن العباسية، فشفقة بهم قد استرحمت الخديو إسماعيل باشا، وعرضت عليه ملتمسا منه نقل المدارس داخل المدينة لما فى ذلك من عناية المعلمين والنجاح فى التعليم والوفر فى المصرف على الخوجات وغيرهم وراحة أهالى التلامذة وغير ذلك، فاستصوب ما عرضته عليه وأمر بإعطاء هذا البيت لإقامة المدارس به، فأجريت فيه ما اقتضته ضروريات المصلحة وانتقلت إليه المدارس مع ديوانها. ثم لما أحيل علينا نظارة ديوان الأوقاف نقلته مع ديوان المدارس أيضا وبقيا على ذلك إلى الآن.

[الكتبخانة المصرية]

ثم ظهر لى أن أجعل كتبخانة خديوية داخل الديار المصرية أضاهى بها كتبخانة مدينة باريز فاستأذنت الخديو إسماعيل باشا فى ذلك، فأذن لى، فشرعت فى بناء الكتبخانة الخديوية هناك أيضا، وبعد فراغها جمعت فيها ما تشتت من الكتب التى كانت بجهات الأوقاف زيادة على ما صار مشتراه من الكتب العربية والفرنجية وغيرها، وجعلت لها ناظرا، ورتبت لها خدمة ومعاونين، وعملت لها قانونا لضبطها وعدم ضياع كتبها، فجاءت بعون الله من أنفع التجديدات التى حدثت فى عهد الخديو إسماعيل باشا، وحصل بها النفع العام للخاص والعام.

وبهذا الشارع أيضا من الدور الكبيرة دار خليل بيك النابلسى، ودار ورثة المرحوم عابدين بيك، ودار ورثة المرحوم موسى باشا-حكمدار السودان سابقا، ودار ورثة الأمير شاهين باشا، ودار حسين باشا فهمى، وكلها بجناين.

وبه سبيل يعرف بسبيل بشير أغا، أنشأه بشير أغا أغاة دار السعادة سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف، وجعل فوقه مكتبا لتعليم الأطفال، وهو عامر إلى الآن.

وكان بهذا الشارع على يمين المارّ به حمّام يعرف بحمّام درب الجماميز من وقف امرأة تدعى عائشة الحمامية، هدم وبنى فى محله العمارة الجديدة الموجودة الآن بقرب قنطرة درب الجماميز.

انتهى ما يتعلق بوصف شارع بشتاك قديما وحديثا.

***