[(بيان كيف تحصلت الأذرع المستعملة من الأذرع القديمة)]
ولنبين كيف تحصلت الأذرع الأخر المذكورة فى كتب المؤلفين المستعملة بين الأهالى من هذا الذراع فنقول: إن الذراع البلدى الكثير الإستعمال فى المصنوعات البلدية تحصل من الذراع العتيق بإضافة ربعه عليه، فيكون طوله ذراعا وربعا بالعتيق، وطول ضلع قاعدة الهرم الكبير به أربعمائة ذراع بدون كسر، وذراع المقياس حصل من الذراع العتيق بإضافة سدسه عليه، فطوله ذراع وسدس بالعتيق مع فرق يسير جدا قدره ملليمتر ونصف. ولربما حدث هذا الفرق من تقلب الزمن كما سنبينه.
وفى خطط الفرنساوية أن ذراع المنادى ثلثا ذراع المقياس فقط، وعلى مقتضاه ينادى المنادون فى البلد، وعموده منقسم إلى أربعة وعشرين ذراعا فصغره يوافق ذراعا وثلاثة أرباع ذراع من أذرع المقياس، وذراع عشرين منه يوافق خمسة عشر ذراعا من أذرع المقياس، وذراع أربعة وعشرين يوافق سبعة عشر ذراعا وثلاثة أرباع ذراع من الذراع الحقيقى، والذراع الهاشمى قدمان بالمصرى، أو ذراع مصرى عتيق وثلث ذراع، وهى إثنان وثلاثون قيراطا، وقدره بالذراع البلدى ذراع وجزء من خمسة عشر جزء منه، وذراع وسبع بذراع المقياس، وذراع وتسع بالعبرى، ويسمى الذراع الهاشمى بالذراع السلطانى والذراع القديم.
ومن هنا يمكن أن يقال إن هذه الأذرع سابقة الإستعمال على الذراع البلدى؛ لأنه لم يكن بينهما نسبة صحيحة، والغالب أنها حصلت من الذراع المصرى، لأنه أقدم الجميع. وإن كان بعض المؤلفين وصفه بالجديد، ومما يقرب ذلك كون الذراع البلدى وسطا بين ذراع المقياس والذراع الهاشمى، فإن الذراع المقياسى ثمانية وعشرون قيراطا، والهاشمى إثنان وثلاثون قيراطا، والذراع المصرى العتيق الذى هو الأساس أربعة وعشرون قيراطا فقط. والمؤلفون