العجمى، ومحمد الخرمشى، وغيرهم ممن لا يحصى كثرة. ولم يكن أحد من علماء عصره أكثر تلامذة منه.
وكانت وفاته وهو راجع من الحج سنة إحدى وأربعين وألف، ودفن بالقرب من عقبة أيلة بطريق الركب المصرى.
[ترجمة الشيخ عبد السلام اللقانى]
وذكر أيضا ترجمة ابنه فقال: هو عبد السلام بن إبراهيم اللقانى المصرى، المالكى الحافظ المتفنن، الفهامة شيخ المالكية فى وقته بالقاهرة.
كان فى مبدأ أمره على ما حكى من أهل الأهواء المارقين، ولم يتفق إنه رؤى بمصر فى مكان إلا فى درس والده البرهان، وكان إذا انتهى الدرس يتفقد فلا يوجد ويمضى لما كان عليه حتى مات أبوه، فتصدر فى مكانه بالجامع الأزهر للتدريس، ونزع عما كان عليه فى أيام شبابه، وظهر منه ما لم يظن فيه من العلم والتحقيق، ولزمه غالب الجماعة الذين كانوا يحضرون درس والده، وانتفع به خلق كثير.
وكان إماما كبيرا محدثا باهرا أصوليا إليه النهاية، وله تآليف حسنة الوضع منها:«شرح المنظومة الجزائرية فى العقائد»، وله ثلاثة شروح على عقيدة والده «الجوهرة».
وكان ذا شهامة ونفسانية، كثير الحط على علماء عصره، وكانت له شدة وهيبة لا سيما فى درسه؛ فكان لا يقدر أحد من الحاضرين أن يسأله أو يرد عليه هيبة له. وكان كبار المشايخ من أهل وقته يحترمون ساحته وينقادون لرأيه.
قال المحبى: وقد سمعت بعض الأشياخ المصريين يقول: إنه لو كان على وتيرة والده من الإكباب على الإفادة لفاته بمراحل على أنه كان فى طبقته فضلا ومهابة.
وكانت ولادته سنة إحدى وسبعين وتسعمائة، وتوفى نهار الجمعة الخامس والعشرين من شوال سنة ثمان وسبعين وألف.