غربلة القمح أو تنقيته أو طحنه أو فى خياطة ثياب الفقراء أو تفليتها أو فى الوقود تحت الدست أو فى جمع الحطب أو نحو ذلك، وبلغ الفقراء عنده نحو مائة نفس ولا رزقة له ولا وقف، بل على ما يفتح الله كل يوم وكل من بار عنده شئ من الخضر يقول:
خلوه للشيخ عثمان. وإذا ضاق عليه الحال يطلع إلى السلطان قايتباى فيرسم له بالقمح والعدس والفول والأرز ونحو ذلك.
ولما شرع فى بناء الإيوان الكبير من الزاوية عارضه هناك ربع فيه بنات الخطا فطلع للسلطان؛ فقال: يا مولاى هذا الربع كان مسجدا وهدموه وجعلوه ربعا. فرسم السلطان بهدم الربع وتمكين الشيخ من جعله فى الزاوية فرشوا بعض القضاة فطلع للسلطان وقال:
يا مولانا يبقى عليكم اللوم من الناس ترسمون بهدم ربع بقول فقير مجذوب. فقال السلطان: ثبت عندى صدقه فهدمه فظهر المحراب والعمودان ورآه السلطان بعينه وطلب أن يصرف على العمارة فأبى الشيخ، فقال: أساعدك فى كب التراب. فقال: لا نحن نمهده فيها. فهذا كان سبب علوه إلى الآن وبقية الزاوية كانت زاوية شيخه الشيخ أبى بكر الدقدوسى ﵁، وكان الشيخ أبو العباس الغمرى يقوم له ويتلقاه من باب الجامع، وكان سيدى إبراهيم المتبولى يحبه ويعظمه.
وأخبر الشيخ نور الدين الشونى: أنه جاور عنده مدة فخرج يتوضأ ليلا فوجد رجلا ملفوفا فى نح فى طريق الميضأة، فقال له: قم ما هو محل نوم. فقال: يا أخى أنا عثمان أخرجتنى أم الأولاد وحلفت ما تخلينى أنام فى البيت هذه الليلة. خرج ﵁ زائرا للقدس فتوفى هناك سنة نيف وثمانمائة، وقال قبل ذلك: كان سيدى أبو بكر الدقدوسى من أصحاب التصريف النافذ أخبر سيدى عثمان الحطاب: أنه حج معه فكان الشيخ فى مكة يضع كل يوم سماطا صباحا ومساء فى ساحة لا يمنع أحدا يدخل ويأكل مدة مجاورته بمكة وهذا أمر ما بلغنا فعله لأحد قبله انتهى.
وفى طبقات الشعرانى: أن هذا الجامع فى محل زاويتين إحداهما كانت للشيخ عثمان المذكور، والأخرى لشيخه الشيخ أبى بكر الدقدوسى ﵄.
[جامع العجمى]
هذا الجامع بالموسكى فى داخل الحارة التى تجاه حارة الفرنج وهو مقام الشعائر، وليس به آثار تدل على تاريخ إنشائه، وبه ضريح الشيخ محمد العجمى، وله أوقاف تحت نظر السيد أحمد العمرى الشبكشى.