الألف، وسببها: أن مراد بيك وإبراهيم بيك وأتباعهما مكثوا مدة غير ممتثلين للأوامر السلطانية، وعطلوا الخراج جملة سنين وأكثروا من ظلم العباد. فأرسل السلطان حسن باشا القبطان للانتقام منهم، فحضر إلى الإسكندرية يوم الخميس عاشر رمضان قبل العصر وصحبته المراكب مشحونة بعساكر الروم، فذهب إليه وجوه الناس لمقابلته، ووقع الرعب فى قلوب أمراء مصر واتفق رأيهم على أن أرسلوا إليه جماعة من العلماء منهم: الشيخ أحمد العروسى، والشيخ محمد الأمير، والشيخ محمد الحريرى، وجماعة من الأمراء والوجاقلية، وأرسلوا صحبتهم مائة فرق من البن ومائة قنطار سكر، وعشر بقج ثياب هندية وتفاصيل وعود وعنبر وغير ذلك.
فسافروا يوم الجمعة ثامن عشر رمضان على أن يذكروا له امتثال الأمراء وطاعتهم ورجوعهم عما سلف ودفع ما عليهم. ويذكروا له حال الرعية وما توجبه الفتن. وكان مع ذلك الأمراء المصريون آخذون فى الاستعداد والتحصن.
وكان حسن باشا قد انتقل إلى رشيد وأرسل عدة فرمانات لمشايخ البلاد وأكابر/العرب والمقادم، من مضمونها تقرير مال الفدان سبعة أنصاف ونصف من الفضة، ورفع المظالم والمشى على قانون دفتر السلطان.
صورة الفرمان المرسل من حسن باشا القبطان
إلى أولاد حبيب بناحية دجوة
صدر هذا الفرمان الشريف الواجب القبول والتشريف، من ديوان حضرة الوزير المعظم، والدستور المكرم عالى الهمم وناصر المظلوم على من ظلم، مولانا العزيز غازى حسن باشا سر عسكر السفر البحرى المنصور حالا ودونانمة همايون أيدت سيادته السنية وزادت رتبته العلية إلى مشايخ العرب أولاد حبيب بناحية دجوة وفقهم الله.