للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نعرفكم أنه بلغ حضرة مولانا السلطان-نصره الله-ما هو واقع بالقطر المصرى من الجور والظلم للفقراء وكافة الناس، وأن سبب هذا خائنو الدين إبراهيم بيك ومراد بيك وأتباعهما. فتعينا بخط شريف من حضرة مولانا السلطان أيده الله بعساكر منصورة بحرا لدفع الظلم ولإيقاع الانتقام من المذكورين، وتعين عليهم عساكر منصورة برا بسر عسكر عليهم من حضرة مولانا السلطان نصره الله، وقد وصلنا إلى الإسكندرية ثم إلى رشيد فى سادس عشر رمضان، فحررنا لكم هذه الفرمان لتحضروا وتقابلونا وترجعوا إلى أوطانكم مجبورين مسرورين إن شاء الله تعالى.

فحين وصوله إليكم تعملوا به وتعتمدوه، والحذر ثم الحذر من المخالفة وقد عرفناكم.

وفى أثناء ذلك اجتمع الأمراء فى بيت إبراهيم بيك بمصر المحروسة واتفقوا على المحاربة وعلى تجهيز تجريدة ترسل مع مراد بيك إلى جهة فوّة وأن يرسلوا أولا إلى حسن باشا مكاتبات بتحرير الحساب والقيام بغلاق المطلوب ويرجع من حيث أتى، فإن امتثل وإلا حاربناه، ثم عبوا الذخيرة والبقسماط فى المراكب ونقلوا أمتعتهم من البيوت الكبار إلى أماكن لهم صغار فى جهة المشهد الحسينى والشنوانى والأزهر. وسافر مراد بيك بالتجريدة فنزل بالرحمانية.

ثم إن المشايخ ومن معهم لما قابلوا حسن باشا أجلهم وأكرمهم وأنزلهم فى مكان ورتب لهم ما يكفيهم. وقال له الشيخ العروسى: يا مولانا أهل مصر قوم ضعاف. فقال: لا تخشوا من شئ فإن أول ما أوصانى به السلطان الرفق بالرعية. ثم قال: كيف ترضون أن يملككم مملوكان كافران يسومونكم بالعذاب والضلم، فلماذا لم تجتمعوا وتخرجوهم من بينكم؟ فأجابه إسماعيل أفندى بأنهم عصبة شديدة البأس. فغضب حسن باشا من قوله ونهره وقال:

تخوّفنى ببأسهم. فقال: إنما أعنى أنفسنا. ثم أمرهم بالانصراف. فرجعوا إلي