للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جملة كبيرة من الأموال، فهرب غالب أهلها، وعين على الإسكندرية (صالحا أغا) كتخدا الجاوشية، وقرر له حق طريقه خمسة آلاف ريال، وأمر بهدم الكنائس وطلب مائة ألف ريال من أهل البلد، فلما وصلها هربت تجارها إلى المراكب، ولما رجع (مراد بيك) إلى ناحية (جميجمون) من قرى الغربية، هدمها وهدم أيضا كفر دسوق وبلادا كثيرة، وأتلف كثيرا من الزرع، وكل ذلك بسبب (رسلان) و (باشا النجار)، انتهى.

[[أخبار: رسلان، وباشا النجار]]

وقد أخبرنى الحاذق الماهر السيد أحمد أفندى خليل أحد رجال ديوان الأشغال برتبة بيكباشى، نقلا عن بعض أسلافه بشئ من أخبار هذين الشيخين لمجاورة بلدته البتنون لبلدتيهما، ولنوع مصاهرة بينه وبين الشيخ رسلان، فقال: أما (رسلان) فهو من قرية تعرف (بتلا) من قرى المنوفية، وكان شيخ نصف سعد، وأما (باشا النجار) فهو من كفر السكرية من بلاد المنوفية أيضا، وكان عمدة نصف حرام، وكان لكل منهما عصبة ومنصر، يقطعون الطريق ويفسدون فى الأرض، ويحارب بعضهم بعضا، ولما جدّ (مراد بيك) فى طلبهما هربا واختفى كل منهما فى بيت شيخ العرب (الحفناوى جبير) عمدة نصف سعد بناحية البتنون، وبقيا عنده سنة كاملة لا يعلم أحدهما بالآخر، ولما حصل العفو عنهما، صنع شيخ العرب الحفناوى وليمة عظيمة جمع فيها مشايخ العرب، مثل (أيوب فوده) و (ابن حبيب) وغيرهما، وحضر فيها رسلان وباشا النجار وسلم أحدهما على الآخر، وهنؤهما بالسلامة، وأكل الجميع على سماط واحد، وسأل (رسلان) (باشا النجار) أين كنت هذه المدة؟ فقال: فى بيت شيخ العرب الحفناوى، فقال الآخر: وأنا كذلك، فتعجب الحاضرون من حسن تدبير شيخ العرب الحفناوى، ولما مات رسلان ترك ذرية اشتهر منهم ابنه (أبو العمائم)، ثم مات أبو العمائم وترك ابنه رسلان وهو الآن مأمور ضبطية مديرية المنوفية وكان قبل ذلك ناظر قسم، انتهى.