[(المبحث الثانى فيمن بنى الأهرام وفى تاريخ بنائها)]
قال فى القاموس العربى: الهرمان بالتحريك بناءان أزليان بمصر، بناهما إدريس ﵇ لحفظ العلوم فيهما عن الطوفان، أو بناء سنان بن المشلشل، أو بناء الأوائل لما علموا بالطوفان من جهة النجوم، وفيهما طب، وسحر، وطلسم. وهنالك أهرام صغار كثيرة. انتهى.
وقد حكى المقريزى عن جملة من المؤرخين أقوالا عديدة فيمن بناها، وأطال فى ذلك.
وملخصه أنه حكى عن أبى الريحان البيرونى فى كتاب «الآثار الباقية عن القرون الخالية» أن الذى بنى أهرام مصر وبرابيها هو هرميس الأول الذى تسميه العرب إدريس.
قال: ومن الناس من زعم أن هرميس الأول المدعو بالمثلث: بالنبوة والملك والحكمة، هو الذى تسميه العبرانيون خنوخ بن برد بن مهلايل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم ﵇، وهو إدريس ﵇. استدل من أحوال الكواكب على كون الطوفان يعم الأرض؛ فأكثر من بناء الأهرام.
وقال فى موضع آخر: وكان هرميس قد ألهمه الله علم النجوم، فدلته على أنه سينزل بالأرض آفة، وأنه سيبقى بقية من العالم يحتاجون فيها إلى علم؛ فبنى هو وأهل عصره الأهرام والبرابى، وكتب علمه فيها.
ونقل عن الأستاذ إبراهيم بن وصيف شاه فى أخبار سوريد بن سهلوق أحد ملوك مصر أن سوريد هذا هو الذى بنى الهرمين العظيمين بمصر قبل الطوفان بثلاثمائة سنة. وسبب بنائها رؤيا رآها فى منامه، ففسرها له الكهنة بأمر عظيم يحدث فى العالم. ثم رأى أحد الكهنة رؤيا دلت على أن هذا الأمر العظيم هو طوفان يغمر الأرض، وبعده نار تخرج من برج الأسد تحرق العالم، فقال لهم: ثم ماذا يكون؟ فقالوا له: تعود البلاد عامرة كما كانت، ثم يتغلب