على مصر أقوام ويغنمون أموالها، ثم ينقطع نيلها/وتخلو من أهلها، فعند ذلك أمر ببناء الأهرام فبنيت، وأودعها جميع العلوم الغامضة التى يدعيها أهل مصر، وصوّر فيها صور الكواكب، وزبر عليها كل شئ حتى أسماء العقاقير ومنافعها ومضارها، والطلسمات وعلم الحساب والهندسة وغير ذلك.
وكان ابتداء بنائها فى طالع سعيد. إجتمعوا عليه وتخيّروه، ولما كملت كساها ديباجا ملوّنا من فوقها إلى أسفلها، وعمل لها عيدا حضره أهل مملكته.
ونقل أيضا عن القاضى الجليل أبى عبد الله محمد بن سلامة القضاعى حيث قال: روى على بن حسن بن خلف بن قديد عن يحيى بن عثمان بن صالح عن محمد بن على بن صخر التميمى قال: حدثنا رجل من عجم مصر من قرية من قراها تدعى قفط، وكان عالما بأمور مصر وأحوالها، قال: وجدنا فى الكتب القديمة أن قوما احتفروا قبرا فى دير أبى هرمس، فوجدوا فيه ميتا فى أكفانه على صدره قرطاس ملفوف فى خرق، فاستخرجوه، وقرأه رجل من دير القلمون بأرض الفيوم، وكان الكتاب بالقبطية الأولى فكان من ضمن ما فيه:
إنا نظرنا فيما تدل عليه النجوم فرأينا أن آفة نازلة من السماء وخارجة من الأرض، فنظرنا فوجدناه ماء مفسدا للأرض، وحيواناتها ونباتها. فلما تم اليقين عندنا قلنا لملكنا سوريد بن سهلوق: مر ببناء أفروشات وقبر لك، وقبر لأهلك. فبنى لهم الهرم الشرقى، وبنى لأخيه هورجيت الهرم الغربى، وبنى لابن هورجيت الهرم الملون. وبقيت أقروشات فى أسفل مصر وأعلاها. فكتبنا فى حيطانها: علم غامض أمر النجوم وعللها والصنعة، والهندسة والطب وغير ذلك مما ينفع ويضر، ملخصا ومفسرا لمن عرف كلامنا وكتابتنا إلى أن قال:
فلما مات الملك سوريد دفن فى الهرم الشرقى، ودفن هورجيت فى الهرم الغربى، ودفن كورس فى الهرم الذى أسفله من حجارة أسوان وأعلاه كذان.