للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولهذه الأهرام أبواب فى أزج تحت الأرض طول كل أزج مائة وخمسون ذراعا.

فأما باب الهرم الشرقى فمن الناحية البحرية، وأما باب أزج الهرم الموزر فمن الناحية القبلية.

وقال عند الكلام على أمسوس أنه يقال إن سوريد ملك مائة وتسعين سنة، وكان حكيما فاضلا. وهو أول من جبى الخراج بمصر، وأول من أمر بالإنفاق على المرضى والزمنى من خزائنه، وأول من سن رفعة الصباح، وعمل أعمالا عجيبة فى مدينة أمسوس أزالها الطوفان؛ وقد تقدم بعض ما يتعلق بأبيه سهلوق فى الكلام على طيوة.

ونقل هنا عن ابن عفير عن أشياخه أن جياد بن مياد بن شمر بن شداد هو الذى بنى الأهرام.

وقال ابن عبد الحكم: وفى زمن شداد بن عاد بنيت الأهرام فيما ذكر بعض المحدثين، والقبط تنكر أن العادية دخلت بلادهم لقوة سحرهم. وقال فى الكلام على أمسوس أيضا أن القبط يقولون: إن من كان يزعم أن بانيها هو شداد بن عاد فقد غلط، وإنما هو شداد بن عديم، فإنه يقال إنه هو الذى بنى الأهرام الدهشورية. فوقع الغلط بين لفظ شداد بن عديم وشداد بن عاد؛ لكثرة ما يجرى على الألسنة شداد بن عاد دون شداد بن عديم، وإلا فما قدر أحد من الملوك يدخل مصر، ولا قوى على أهلها غير بختنصر والله أعلم. انتهى.

وكان شداد بن عديم عالما، كاهنا، ساحرا، وهو أول من اتخذ الجوارح وولد الكلاب السلوقية، وأقام ملكا تسعين سنة. وفى أيامه بنيت مدينة قوص. وأبوه عديم بن قفطيم كان جبارا عظيما من ملوك مصر، وهو أول من عاقب بالصلب فى مصر. انتهى.

لكن قال فى موضع آخر: إن الذى بنى أهرام دهشور هو هورجيت بن سوريد. قال: وكان كأبيه حكيما فاضلا فى علم السحر والطلسمات، فعمل