أعمالا عجيبة، واستخرج معادن كثيرة، وأظهر علم الكيمياء، وحمل إلى الأهرام أموالا عظيمة، وجواهر نفيسة، وعقاقير وسمومات، وجعل عليها روحانيات تحفظها، ولما مات دفن فى الهرم ومعه جميع أمواله وذخائره، انتهى.
وظاهر أن بين العبارتين تناقضا، فانظر أيتهما أصح.
وقال عبد الله بن شبرمة الجرهمى: لما نزلت العماليق أرض مصر حين أخرجها جرهم من مكة، بنت الأهرام واتخذت لها المصانع، وبنت فيها العجائب، ولم تزل بمصر حتى أخرجها مالك بن درع الخزاعى. انتهى.
باختصار.
ونقل السيوطى فى حسن المحاضرة عن صاحب المرآة أنه قال:
اختلف فيمن بنى الأهرام: فقيل يوسف، وقيل نمروذ، وقيل دلوكة الملكه، وقيل بناها القبط قبل الطوفان. وكانوا يرون إنه كائن فنقلوا أموالهم وذخائرهم إليها. فما أغنى عنهم شيئا.
قال: وحكى لى بعض شيوخ مصر أن بعض من يعرف لسان اليونان حل بعض الأقلام التى عليها، فإذا هى قبل زمان نبينا ﷺ بست وثلاثين ألف سنة، وقيل إثنتين وسبعين ألفا، وقيل إن القلم الذى عليها تاريخه قبل بناء مصر بأربعة آلاف سنة ولا يعرفه أحد. انتهى.
ومع كثرة ما كتب العرب فى تعيين من بنى الأهرام، فلم يتفقوا على شئ، ولم يترجح من كلامهم شئ. وعذرهم فى ذلك قدم هذه المبانى جدا بحيث خفى الخبر الشافى فيها، مع عدم وجود آثار من نقوش/ونحوها تدل على ذلك.
وكذلك نصوص غير العرب من الإفرنج وغيرهم مضطربة جدا من غير ترجيح، وهيرودوط نفسه الذى ساح فى مصر قبل المسيح بأربعمائة وخمسة